لماذا كثّفت “إسرائيل” هجماتها على سوريا مؤخراً ؟!
بعد الانفتاح الكبير من قبل دول عربية عدّة على رأسها المملكة العربية السعودية على دمشق، وتبادل الزيارات بين سوريا والدول التي أعادت نسج العلاقات معها، صعّدت “إسرائيل” من استهدافها الجوي لمواقع سورية.
وكانت طائرات “إسرائيلية” أطلقت عدداً من صواريخ جو-أرض من فوق الأراضي اللبنانية، وحاولت استهداف بعض المواقع العسكرية في محيط مدينة حمص، ليل الجمعة- السبت.
وقال مصدر عسكري سوري في وزارة الدفاع، إن “3 ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح خلال العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مدينة حمص ليل الجمعة”، مضيفاً “أن الهجوم أسفر أيضاً عن اشتعال كازية مدنية واحتراق عدد من الصهاريج والشاحنات”.
ولفت المصدر إلى أن “العدوان الجوي الإسرائيلي نفذ ضربات بعدد من الصواريخ من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة حمص، وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها”.
واعتبر محللون سياسيون سوريون، أن “القصف الإسرائيلي على مناطق سوريا لم يتوقف منذ بداية الأزمة السورية وحتى اليوم، لكن ازداد حدته بعد نجاح الجيش السوري في طرد الفصائل الإرهابية من درعا وريف دمشق وحماة وإدلب والريف الشمالي”.
وحسب المحللون، فإنه “يمكن تقسيم القصف الإسرائيلي في سوريا إلى قسمين، الأول عندما كانت الفصائل المحيطة بالمدن السورية موجودة، والثاني بعد طرد الفصائل الإرهابية المسلحة من هذه المدن، حيث كان القصف في المرة الأولى عندما يضيق الجيش السوري ويحاصر الإرهابيين، كنوع من أنواع نجدتهم وحمايتهم”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأوضح المحللون، أنه “بعد خروج الفصائل المسلحة، لم يعد هناك من ينفذ الأعمال التخريبية التي ترضي إسرائيل، فلجأت إلى القصف المستمر دون اعتمادها على الإرهابيين الذين كانت تدعمهم من تحت الطاولة، وزادت منه في مطار دمشق وحلب الدوليين”، مؤكدين أن “إسرائيل دائماً ما تحاول تبرير هذا القصف على أنه استهداف لمناطق ومعسكرات إيرانية، لكنه كذب، فمن يسقط هم السوريون، والأضرار المادية لسوريا وكذلك المواقع، وقليلًا ما تعود إلى إيران”.
وعن أسباب القصف، يرى المحللون أنها “متعددة ومتنوعة، منها ما استهدف المطارات من أجل منع وصول المساعدات العربية لسوريا، ومرة أخرى لعرقلة عودة دمشق للجامعة العربية، وإعادة علاقاتها مع الدول العربية”، مع التأكيد أنها في مجملها “تهدف إلى إضعاف الدولة السورية، وجيشها، وبنيتها التحتية”.
واعتبر أخرون، أن “القصف الإسرائيلي المتكرر، هدفه الأول جس نبض الدفاعات السورية والتعرف على نوعيتها وقوتها، تحضيراً للمعركة الكبرى، التي ستكون قريبة بين إسرائيل وكل محور المقاومة”.
فيما أشار المحللون إلى أن “إسرائيل تضع دائماً ذرائع وهمية من وراء قصفها المتكرر، حيث تقول إن هناك أسلحة وميلشيات إيرانية، هادفة من ذلك التسويق الإعلامي ليس أكثر”.
وفيما يتعلق بتزامن القصف مع زيارة رسمية مهمة الفترة المقبلة، يرى المحللون أن “زيارة الرئيس الإيراني تأتي في مرحلة شديدة الأهمية، ومن المقرر أن تتوج بالكثير من الاتفاقيات الكبيرة التي تخفف بدورها الضغط على الاقتصاد السوري، الذي تحاصره الكثير من دول العالم، سواء أمريكا أو الدول المتعاملة معها”.
ولفت المحللون إلى أن “المنطقة تتجه إلى سياسة جديدة بتجاوب سعودي وإماراتي وعربي كبير، لا سيما بعد الاتفاق الأخير ما بين السعودية وإيران، إضافة إلى أن المنطقة تتجه نحو الاستقرار ونحو التكتل العروبي، بعيداً عن الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية”.
شاهد أيضاً : دول “الجنوب العالمي” النامية.. هل انتهى دور الدول العظمي ؟!