ماذا يوجد في أعمق مكان على وجه الأرض؟
اكتشف باحثون مؤخراً ملوّثات من صنع الإنسان في أحد أعمق الأماكن، وأبعدها على وجه الأرض، خندق أتاكاما، الذي ينحدر إلى عمق 8000 متر (26246 قدماً) في المحيط الهادئ.
وتم إنتاج مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور بكميات كبيرة من الثلاثينيات إلى السبعينيات، ومعظمها في نصف الكرة الشمالي، واستخدمت في المعدات الكهربائية، والدهانات والمبردات، والعديد من المنتجات الأخرى.
ومع ذلك، نظراً لأنها تستغرق عقوداً لتتحلل، يمكن لمركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور أن تسافر لمسافات طويلة، وتنتشر إلى أماكن بعيدة عن المكان الذي استخدمت فيه لأول مرة، وتستمر في الدوران عبر تيارات المحيطات، والرياح والأنهار.
تابعونا عبر فيسبوك
وجمع الباحثون الرواسب من خمسة مواقع في الخندق على أعماق مختلفة تتراوح من 2500 إلى 8085 متراً.
وقُسّمت كل عينة إلى خمس طبقات، من الرواسب السطحيّة إلى طبقات الطين الأعمق، ووجدت مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور في كل منها.
ونظراً لأن رواسب قاع البحر تحتوي على الكثير من بقايا النباتات والحيوانات الميتة، فهي بمثابة حوض مهم للملوثات مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، ويتم تخزين حوالي 60% من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور التي تم إطلاقها خلال القرن العشرين في رواسب أعماق المحيطات.
ووُجد أن الكربون العضوي في أعمق المواقع في خندق أتاكاما كان أكثر تدهوراً منه في الأماكن الضحلة، وفي أعماق الأعماق، كانت هناك أيضاً تركيزات أعلى من ثنائي الفينيل متعدد الكلور لكل غرام من الكربون العضوي في الرواسب.
ويتحلل الكربون العضوي في الوحل بسهولة أكبر من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي تبقى ويمكن أن تتراكم في الخندق.
وفي خندق أتاكاما، كانت تركيزات ثنائي الفينيل متعدد الكلور أعلى في الرواسب السطحيّة، وهو ما يتناقض مع ما نجده عادة في البحيرات، والبحار.
وفي الوقت الحالي، ما زلنا لا نفهم سبب اختلاف أتاكاما، ومن المحتمل أننا لم ننظر إلى الرواسب عن كثب بما يكفي لاكتشاف الاختلافات الصغيرة في مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور، أو أن التركيزات لم تبلغ ذروتها بعد في هذا الخندق العميق.
ولا تزال هذه التركيزات منخفضة للغاية، ومئات المرات أقل من المناطق القريبة من مصادر التلوث البشري مثل بحر البلطيق، لكن حقيقة أننا وجدنا أي تلوث من أي نوع يدل على حجم تأثير البشرية على البيئة.
وما يمكن قوله بالتأكيد إن أكثر من 350000 مادة كيميائية مستخدمة حالياً على مستوى العالم تأتي بتكلفة تلوث البيئة، وتم الآن العثور على ملوثات مدفونة تحت قاع أحد أعمق خنادق المحيطات في العالم، ولن تذهب إلى أي مكان.
شاهد أيضاً:ما حقيقة الزلازل في كوكب المريخ؟