“هجوم الربيع”.. لماذا تخشى أمريكا العملية الأوكرانية المُعاكسة؟!
تزايدت الأحاديث حول تحضيرات كييف لهجوم مضاد خلال الفترة الحالية، مع وعيد أوكراني بأن يكون الرد شديد اللهجة، لكن ما تم تداوله مؤخراً هو عدم جهوزية القوات الأوكرانية لوجود معوقات كبيرة، أبرزها النقص في المعدات العسكرية الجوية منها خاصة، إضافة إلى النقص في الخبرات العسكرية والتكتيكية.
ونشرت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية مقالاً رأت أنّ الأوكرانيين غير جاهزين للهجوم المضاد المرتقب، الذي تحدث عنه وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الأسبوع الماضي وقال إنّه “بات وشيكاً”.
وتحدث البروفيسور مارك غاليوتي، المختص في الشأن الروسي، أنّ “حماس مدوني الحرب” المناصرين للقوات الأوكرانية، للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، ونقاشاتهم حول خطط بديلة للمعارك، يتناقض مع ما صرح به مسؤولون أوكرانيون من أنّ “هامش المناورة أضيق من المفترض”.
كما ذكر غاليوتي في مقاله أنّ وزير الدفاع الأوكراني قد وعد الأسبوع الماضي، بأنّ الهجوم الكبير المنتظر بات وشيكاً، وقال إنّ الهجوم المضاد سيبدأ “حالماً تتوفر مشيئة الله والطقس المناسب وقرار القادة”.
وفيما يرى ضباط بريطانيون يعملون مع الجيش الأوكراني أنّ نظراءهم الأوكرانيين واثقون بشأن نجاح الهجوم المرتقب، تشير تقييمات استخباراتية أمريكية كشفت عنها وثائق سرية مسربة إلى أنّ الهجوم الأوكراني، إذ ما تمّ، لن يحقق على الأغلب، سوى استعادة بعض أراض محدودة من القوات الروسية المتحصنة بالمنطقة.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار غاليوتي، إلى أنّ “أوكرانيا لا تحظى هذه المرة بعنصر المفاجأة الذي كان عاملاً في بعض الهجومات السابقة”، مضيفاً أنّ “ثمّة عائق أساسي آخر هو نقص الذخيرة الذي تعاني منه القوات الأوكرانية”.
وقال غاليوتي: إنّ “الأوكرانيين يتحركون بسرعة، لاستيعاب 230 دبابة غربية جديدة و1550 مركبة مدرعة ضمن الإمدادات العسكرية الغربية لكييف”، لكنهم ما زالوا “يفتقرون إلى الدفاعات الجوية اللازم توفرها لشنّ أي هجوم كبير”، وهو ما يعرض قواتهم لخطر القصف الجوي الروسي.
كما أنّ مصادر الدفاع الغربية تشير إلى أنّ قدرة القادة العسكريين الأوكرانيين وجنودهم على التكيف مع الأنظمة العسكرية الجديدة في “محل شكّ”، وفق غاليوتي.
كما لفت غاليوتي إلى أنّ إرسال المزيد من أنظمة الصواريخ، وغيرها من الأسلحة لا قيمة له دون توفير القذائف والرصاص والصواريخ، التي تستهلكها القوات الأوكرانية بمعدل هائل.
ورغم كل ما سبق، يقول إنّ كييف “لا تملك خياراً آخر سوى شنّ الهجوم المضاد الذي تشير التقارير إلى أنّه سيكون في ربيع هذا العام أو صيفه”.
ويختم غاليوتي مقاله بأنّ كييف “سيتعين عليها شنّ الهجوم المضاد بغض النظر عن المعوقات المذكورة سابقاً”، وقد تركز هجومها على هدف ولو صغير يحقق بعض طموحها.
من جانبها الولايات المتحدة لا يبدو أنها موافقة على انطلاق الهجوم حالياً، فيما أن إدارة بايدن تخشى فشل الهجوم الأوكراني المتوقع، بحسب صحيفة بوليتيكو.
واشنطن ترى في فشل الهجوم الأوكراني فشل أمريكا نفسها أيضاً، حيث وجد حلفاء أمريكا في مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا كخيار، أكثر جاذبية إذا لم تتمكن كييف من إثبات النصر، وفق الصحيفة.
وشككت وثيقة أمريكية مسربة تحت عنوان “سري للغاية” في تحقيق الهجوم المُضاد لمكاسب ميدانية كبيرة، وفق ما أفادت به صحيفة “واشنطن بوست”، لأن الجيش الأوكراني يعاني نقصاً كبيراً في القوات والذخيرة، إضافة إلى أن “فاعلية الدفاعات الروسية المتحصنة إلى جانب القصور في التدريب وإمدادات الذخيرة الأوكرانية ستؤدي إلى إجهاد التقدم وتفاقم الخسائر الأوكرانية”.
شاهد أيضاً : لماذا كثّفت “إسرائيل” هجماتها على سوريا مؤخراً ؟!