هل يمكن تعليم الروبوتات رفة العين؟
جرى تصميم تجربة قرع الطبول لاختبار كيفية تأثير وجود روبوت يقوم بنفس المهمة على سلوك الإنسان.
إنها واحدة من تجارب عديدة عن التفاعل بين الإنسان، والروبوت يقوم بها فريق البحث كونتاكت، وهو اختصار لـ (هندسة تعلم التقنيات المشتركة) في المعهد الإيطالي للتكنولوجيا في مدينة جنوة.
تعلق هيلينا كيلافوري، الباحثة في علم النفس في جامعة تامبيري بفنلندا على رفة عين الروبوت: “في حين يُفترض أن تكون وظيفة رفة العين مجرد عملية فيزولوجية انعكاسية مرتبطة بوظيفة حماية وترطيب العين في معظم الاحيان، إلا أنها تلعب أيضاً دوراً مهماً في التفاعل المتبادل”.
تابعونا عبر فيسبوك
رفة عين الإنسان تلفت الانتباه وتدل على مشاعره وهي وسيلة للتواصل غير اللفظي، وتعبر عن عدد من الأشياء التي لا ندركها بوعي، مثل من يجب أن يبدأ بالمحادثة أو دور من فيها، وبالتالي، فهي مجرد واحدة من العديد من الإشارات الاجتماعية التي يتبادلها البشر باستمرار دون إدراك، ولكن يستخلصون قدراً كبيراً من المعلومات والمشاعر عن طريقها.
لذلك كان علماء الروبوتات الاجتماعيين يدرسون الخصائص الجسدية، والنفسية لرفة العين لدى الإنسان لفهم لماذا قد يكون من المفيد تطبيقها على الروبوتات.
تقول كيلافوري: “نظراً للوظائف العديدة المهمة للرمش في السلوك البشري، يمكن الافتراض بأن وجود الروبوتات القادرة على رف جفونها مثل البشر يجعلها أقرب للبشر بشكل كبير، وهذا بدوره يمكن أن يسهل التفاعل بين الإنسان والروبوت”.
في الواقع، يُظهر بحث فريق كونتاكت الذي أجري على مجموعتين هما الأطفال في سن الـ 13 عاماً، والبالغين، أن المجموعتين ببساطة تفضلان الروبوتات التي ترف جفونها أكثر.
يعتقد البشر أيضاً أن الروبوتات التي ترف جفونها بشكل طبيعي أكثر ذكاءً، والذكاء مهم في المواقف التي يعتمد فيها البشر على الروبوتات للحصول على المعلومات، كما هو الحال في محطات القطار.
على الرغم من فوائد رفة العين الطبيعية، إلا أن تطبيقها على الروبوتات يمثل تحدياً تقنياً.
توضح كيلافوري أن “رفة العين هي واحدة من أدق الحركات البشرية، لذا فإن تصميم الآليات التي يمكنها أن تحاكي هذه الحركات يتطلب تقنية متقدمة، مثل المحركات عالية الدقة”.
هناك مشكلة أخرى وهي الانسجام بين سرعة الرمش والصوت الواضح لهذه العملية عند الروبوت الآلي.
يقول فرانشيسكو ريا، أحد كبار الفنيين في وحدة كونتاكت، إن باستطاعة محرك أكثر هدوءً في روبوت آي كوب، أن يحد من الضجيج الناجم عن رفة العين لدى الروبوت الآلي، لكن الحركة الأبطأ تجعل الروبوت يبدو وكأنه يعاني من النعاس أو أشبه بقطة.
الوظائف المختلفة التي تقوم بها رفة العين، مثل تغير وتيرة سرعتها أثناء الكذب، تتضمن ديناميكيات مختلفة لحركة الجفن بالإضافة إلى تعبيرها عن حالات عاطفية مختلفة.
ويستخدم فريق كونتاكت، برنامجاً يجعل الفواصل الزمنية بين الرمش الفردي والمزدوج عشوائية جزئياً، إذ أن الرمش بسرعة ثابتة لا يبدو طبيعياً أيضاً.
شاهد أيضاً:ماء الصنبور يؤذي البشرة!