بعد قرار العودة.. ما مصير العلاقات السورية مع الدول الرافضة ؟!
بعد العودة الحميدة لسوريا إلى محيطها العربي والذي تكلل بقرار عودتها إلى مقعدها تحت قبة الجامعة العربية، إضافة إلى استعادتها لنشاطها العربي، تتجه الأنظار إلى الدول التي كانت تعارض قرار العودة، وعلى رأسها قطر والتي أعلنت أن موقفها “لايزال ثابتاً حول رفض القيام بتقاربات مع دمشق”.
وكان المتحدث الرسمي للخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، قال في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن “دولة قطر تسعى دائماً لدعم ما يحقق الإجماع العربي ولن تكون عائقاً في سبيل ذلك، لكن الموقف الرسمي لدولة قطر من التطبيع مع الحكومة السورية قرار يرتبط في المقام الأول بالتقدم في الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري”.
وأعرب الأنصاري عن “تطلع الدوحة إلى العمل مع الأشقاء العرب في تحقيق تطلعات الشعب السوري في الكرامة والسلام والتنمية والازدهار، وأن يكون هذا الإجماع دافعاً للحكومة السورية لمعالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته”.
وطرح البعض تساؤلات عن موقف الدول العربية الرافضة لعودة سوريا للجامعة، وكيفية التعامل مع دمشق في الفترة المقبلة، وإمكانية أن تغير موقفها مستقبلاً.
تابعونا عبر فيسبوك
واعتبر عبد الله الوذين، المحلل السياسي القطري، أن “قطر لم تكن معترضة على التصويت داخل الجامعة العربية بشأن الموافقة على عودة سوريا لمقعدها، بيد أن موقفها ثابت فيما يتعلق بالتطبيع وإعادة العلاقات مع الحكومة السورية، وكان ذلك واضحاً من تصريحات المسؤولين القطريين، لا سيما وزارة الخارجية”.
وأضاف “موقف قطر ثابت ولم يتغير، حيث تتحفظ على التطبيع مع الحكومة السورية، أما العودة لمقعدها يرجع إلى الجامعة والتصويت داخلها، ويتعلق بالإجماع العربي حول هذا الملف، إلا أن قطر دولة ذات سيادة ولها موقفها من الحكومة هناك”.
في الإطار نفسه، اعتبر المحلل السياسي السوري عمر رحمون، أن “إعادة سوريا للجامعة العربية جاء بتوافق عربي، ومن المقرر أن تشغل دمشق مقعدها من حيث المبدأ، بغض النظر إذا كان هناك دولة أو دولتان لا توافق على هذه الخطوة، أو أنها تعارض إعادة علاقاتها مع دمشق”، مضيفاً أن “سوريا لا تجبر أحداً على أن يعيد علاقاتها معها، ولا تطلب هذه الخطوة، إذا كان هناك اقتناع تام بها فترحب، وإن لم تقتنع هذه الدول لديهم كامل الوقت للاقتناع”.
وأكد رحمون أن “القرار الأهم هو عودة سوريا للجامعة، وشغل مقعدها والقيام بكافة مهامها ضمن الجامعة ومكاتبها ومؤتمراتها، ومن المقرر أن تمارس دورها بشكل كامل، أما على مستوى العلاقات الثنائية مع معظم الدول العربية باتت متصلة، باستثناء قطر والمغرب”، معتبراً أن “العلاقات في مجملها جيدة، وقرار الجامعة أعلن عودة سوريا لشغل مقعدها”.
ولفت إلى أن “العلاقات الثنائية شيء مستقل، ودمشق تسعى لإعادة هذه العلاقات مع كل دولة بشكل منفرد، وفي الإطار العام الوضع ممتاز، وبقي دولة أو اثنين قد تتم معالجة القضايا العالقة معهم مع مرور الوقت”.
شاهد أيضاً : اقتحامات وإخلاء أبنية.. ماذا أرادت “قسد” من تحركاتها شرق سوريا ؟!