آخر الاخباررئيسيسياسة

ماذا لو تدخلت “الجامعة العربية” بداية الأحداث في سوريا كوسيط وليس كطرف ؟!

تشرين الثاني 2011.. سابقة خطيرة في تاريخ جامعة الدول العربية، قرار ومصير 20 دولة عربية صار بيد دولتين في الخليج، يومَ جعلت جامعة الدول العربية من نفسها طرفاً في الحرب السورية، وليس طرفاً في الحل!

وتوقّع الأسد آنذاك أن يعود العرب إلى دمشق في النهاية للاعتذار.

تشرين الثاني 2011.. تلا رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم قرار الجامعة العربية عقب «اجتماع طارئ» لوزراء الخارجية العرب بخصوص سوريا.
وجاء الحُكم كما يلي:
-تعليق عضوية سوريا في الجامعة
-فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق
-الطلب من الدول العربية سحب سفرائها من سوريا
-دعوة المعارضة السورية للاجتماع في مقر الجامعة خلال 3 أيام للاتفاق على رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المقبلة في سوريا.

كان القرار تحولاً درامياً ضد سوريا فاق جميع التوقعات.. ولم تكن هذه سوى البداية فقط!.

لاحقاً.. وفي قمّة الدوحة عام 2013.. منحت الجامعة مقعد سوريا لـ«الائتلاف المعارض» واعتبرته «الممثل الشرعي الوحيد» للشعب السوري.. ورفعت علماً غير العلم السوري المعترف به دولياً
وكان القرار الأخطر في هذه القمة منح الدول العربية حق تسليح المعارضة السورية!.

بعد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية أواخر 2011، قال الرئيس السوري بشار الأسد لوفد من رجال الدين قدم من لبنان: «إن الزعماء العرب سيأتون إلى دمشق ليعتذروا في النهاية» (المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية).

وهو ما حدث بشكل أو بآخر بعد نحو 12 عاماً من قرار الجامعة إبعاد سوريا عن مقعدها!.

تابعونا عبر الفيسبوك

اليوم.. زيارات متبادلة بين سوريا ودول عربية أهمها السعودية والإمارات ومصر والأردن.. انتهت بقرار عربي يقضي بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية.

لكن ماذا لو تدخلت الجامعة بدايةَ الأحداث في سوريا كوسيط وليس كطرف؟.

هذا الاحتمال لم يكن ممكناً، لأن دول الخليج التي سيطرت على قرار الجامعة في ذلك الوقت، كانت طرفاً متحيزاً في الأزمة السورية وليس حيادياً، بينما كانت معظم الدول العربية الباقية في موقف ضعيف، بعضها غارق في موجات «الربيع العربي»، وبعضها الآخر يرزح تحت تهديدات مبطنة من دول خليجية بإشعال نار الربيع العربي فيها ما لم تمضي في الطريق الذي سار به الخليج في الملف السوري.

لكن لو تدخلت الجامعة كوسيط نزيه في ذلك الوقت، ولم تقطع شعرة معاوية مع دمشق، ربما كان بالإمكان إيقاف النزيف السوري في مرحلة مبكرة.

بل يمكن القول إن قرارات الجامعة وقتذاك أججت الحرب بشرعنتها تسليح المعارضة.. وهو ما جعلها اليوم تفاوض دمشق على نتائج الحرب وليس على أسبابها!.

قبل 12 عاماً كان بإمكان الجامعة أن تأخذ دور «الوسيط» وتفاوض دمشق على حلول «سياسية» تنهي الأسباب التي تم الترويج على أنها هي من أشعلت الأزمة.

أما اليوم فهي تفاوض دمشق على حلول «إنسانية» لإنهاء تداعيات حرب كان العرب «طرفاً» فيها وليس «وسيطاً».

قبل أيام.. نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مسؤول عربي حضر اجتماع وزراء خارجية عرب في جدة لمناقشة قبول سوريا في الجامعة العربية قوله إن دمشق تريد من العرب «استسلاماً كاملاً»، بل إن مسؤولين عرب قالوا على سيبل المزاح بأن دمشق قد تطلب من الجامعة العربية «الاعتذار»!.

https://www.facebook.com/cue.politics/videos/760828552362949

شاهد أيضاً: عودة دمشق إلى الجامعة العربية.. ماذا يعني هذا لـ”تل أبيب” ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى