عودة دمشق إلى الجامعة العربية.. ماذا يعني هذا لـ”تل أبيب” ؟!
في ظل حالة الإجماع العربي على عودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية، ووسط المكاسب السورية والعربية من هذه الحالة والتي من الممكن أن تفضي إلى توحيد الصف العربي ولو بشكل نسبي، يبقى الحديث عن تأثيرات هذا القرار على “إسرائيل” وتحركاتها في الشرق الأوسط.
ويرى المراقبون أن “إسرائيل” لا “تقيم وزناً للبعد السياسي والقانوني، بيد أن هذه الخطوة من شأنها تدعيم الأمن القومي العربي، وكذلك فرض تغير كامل على المشهد السياسي يدفع إسرائيل لإعادة تقييم الوضع، في ظل التنسيق الأمني ما بين الدول العربية وبعضها البعض، ما قد يدفع إلى تقليل قصف تل أبيب لدمشق”.
وأعلنت الجامعة العربية، خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، الأحد الماضي، استئناف مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة والأجهزة والمنظمات التابعة لها، اعتباراً من 7 أيار الجاري.
واعتبر خبراء سياسيون، أن “السلوك المعتاد لإسرائيل هو العمل من خارج القانون الدولي، ومن خارج ميثاق الأمم المتحدة، وعدم احترام حدود أو أجواء أو سيادات الدول التي تستهدفها بالعدوان”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار مراقبون، أنه وعلى الرغم من أن خطوة عودة سوريا للجامعة العربية رفعت سوية التضامن العربي وتنقية الأجواء ما بين الدول العربية، وهو ما يحمل قيمة مضافة مؤكدة في تدعيم الأمن القومي العربي، إلا أن الحالة “الإسرائيلية” لا تقيم وزناً للبعد السياسي أو القانوني، بل تفهم لغة “تبادل الردع”.
وقالت مصادر عربية: إن “ما صدر عن الاجتماعات العربية الأخيرة في القاهرة وعمان، يتحدث عن القضاء على الإرهـ.ـاب وطرد كل القوات الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، وهذا من جانب يشمل نظرياً قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولكن من جانب آخر ينبغي أن يؤدي (عند تنفيذه) إلى مشهد جديد تنتفي فيه الحاجة إلى وجود القوات الحليفة على الأرض السورية، ومن شأن ذلك أن يسحب ذرائع العدوان الإسرائيلي”.
وأكدت المصادر، أن “تحقيق ذلك بحاجة إلى خروج القوات الأمريكية من جهة، وإلى الانتهاء من حالة اللايقين الأمني في المناطق الجنوبية نتيجة بقاء فلول وخلايا إرهـ.ـابية نائمة في هذه المناطق”.
واعتبرت المصادر، أن “توقف الاعتداءات الإسرائيلية، وفي ظل غضّ البصر والتشجيع الضمني الغربي، لن يتم إلا في حال استعادة جدار الردع في مواجهة إسرائيل إلى الحد الذي كان قائماً ما قبل الأزمة السورية، اعتبارا من عام 2011 وحتى اليوم”.
في نفس الوقت رجّح خبراء سياسيون، أن “إسرائيل هي المتضرر الأكبر من عودة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، بل ربما المتضرر الوحيد من الأطراف التي تتدخل عسكرياً في المشهد السوري”.
وأضاف الخبراء، أنه “على خلاف بقية الأطراف، إسرائيل تستهدف في المقام الأول الجيش السوري وحلفائه، وفي ظل إعادة دمشق لمقعدها في الجامعة، سيكون هناك تنسيق أمني وسياسي مع الجانب السوري يتعارض مع تلك الهجمات المتوالية”.
وأكد الخبراء، أن “إسرائيل تحرص على عدم الإعلان عن قيامها بالهجمات المسلحة والقصف الجوي على سوريا، لكن الوتيرة ستتضرر، لا سيما وأن قطاعاً كبيراً من هذه الضربات يتم من خلال الأجواء اللبنانية، ولا يمكن ضرب دولة عربية عادت للحظيرة العربية من دول أخرى، حيث ستتضرر من ردة الفعل الشعبية، وهو ما سيعيق عمليات التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية”.
الخبراء أشاروا إلى أن “عودة سوريا للحضن العربي يعيد ترتيب الأوراق إلى حد بعيد، ويقيد من حركة إسرائيل في ضرب سوريا بالمستقبل”.
يذكر أن مشاركة سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة العربية والمنظمات التابعة لها، عُلّقت منذ تشرين الثاني عام 2011، على خلفية الأزمة السورية.
شاهد أيضاً : إيران تكشف تفاصيل اجتماع موسكو الرباعي !