“هجوم الربيع” الأوكراني تحت الضغط.. هل انتهى قبل أن يبدأ ؟!
تعيش كييف بين مطرقة الضغوط الغربية للتفاوض مع موسكو بشروط روسية ومحاولة إنهاء الحرب الدائرة، وفقاً لما قاله رئيس مجلس الأمن الوطني والدفاع الأوكراني ألكسي دانيلوف.
إلا أن سندان غربي ذاته يحرك الدفة في طريق التعبئة والتجهيز لهجوم مضاد كبير ضد الروس، ما سبب أزمة كبيرة لأوكرانيا، التي أعلنت على لسان وزير الدفاع أليكسي ريزنيكوف، أن الدول الحليفة تبالغ في توقعاتها لهجوم قوات كييف المضاد.
بين هذا وذلك، هل تنتهي الحرب دون هجوم مضاد بعد تصريح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة نشرت، الخميس، بأن بلاده سوف تتجه لتأجيل الهجوم المضاد لعدم الجاهزية، أم تستمر كييف في المعركة؟!
وقال خبراء عسكريون: إن “هناك بالفعل ضغوط من جانب الغرب باعتراف المسؤولين في كييف، لا سيما أن هناك تقدماً روسياً واسعاً على صعيد العمليات على الأرض، ونجاحات عسكرية ملحوظة يرغب الغربيون في تعطيلها بأي ثمن، حتى لا يكون مقابل العودة أمام الروس أكثر فداحة”.
وفيما يخص الهجوم المضاد، أضاف الخبراء، أن “تصريحات سابقة وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف، عن الاستعدادات للهجوم المضاد “وصلت إلى خط النهاية” اتضح أنها من باب الاستهلاك الإعلامي ولا تنبع من الوقوف على أرضية ثابتة، كل هذا في ظل تكثيف روسي للعمليات حيث تم قصف خيرسون 90 مرة بـ461 قذيفة، خلال الساعات الـ24 الماضية باستخدام المدفعية الثقيلة وصواريخ وطائرات مسيرة ودبابات ومقاتلة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وفسر الخبراء، رغبة الغربيين في الضغط لأجل جلوس فولوديمير زيلينسكي على طاولة المفاوضات لعدة نقاط، أبرزها “اعتراف أوكراني ودوائر أوروبية بأن الهجوم المضاد ضد القوات الروسية يحتاج مزيداً من الوقت”.
وأضاف الخبراء، أن “تأخير وصول المركبات المدرعة الغربية لأوكرانيا بعددِ كافِ يعطل شن الهجوم المضاد”، كما أن “الغرب يعاني من استنزاف اقتصادي واسع خلال أكثر من عام نتيجة ارتفاع مستويات التضخم وأزمة الوقود”.
وأشار الخبراء إلى نقطة هامة وهي “قرب نفاد مستودعات الذخائر، وكلفة إنتاجها على العواصم الداعمة لأوكرانيا في الحرب”.
وتابع الخبراء القول: إن “تخوف دول حلف الناتو بينها ألمانيا وفرنسا وأميركا من الاضطرار لإدخال أسلحة طويلة المدى خشية الرد الروسي، يسهم في إمكانية تأخير الهجوم أو حتى إلغائه”، إضافة لوجود “رغبة غربية أكيدة في التملص من وعود الدعم العسكري وحزم المساعدات المادية لكييف”.
وأوضح الخبراء، أن “الهجوم المضاد كان بمثابة المخدر القوي الذي روجته الآلة الإعلامية الغربية على طول المنصات، وعرضها لاستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في القرم ودونباس وخيرسون وسوليدار وباخموت، وبالتالي كان لابد من تجييش غربي واسع”.
كما أرجع الخبراء احتمالات فشل الهجوم المضاد لعدة نقاط أيضاً: “فالقوات الروسية تكيفت بشكل جيد مع “التكتيكات” الجديدة لكييف، إضافة لتعويل أوكرانيا والغرب على خروج فاغنر من باخموت ودخول قوات “أخمات” الشيشانية، كم أن الغرب يدرك أن كلفة ضرب العمق الروسي باهظة، لا سيما مع ضراوة ضربات موسكو عقب حادث الكرملين”.
وأكد الخبراء، أن “روسيا أكدت مراراً جاهزيتها لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، غير أن كييف حظرت إجراءها قانونياً، بعدها، قال الرئيس، فلوديمير زيلينسكي، في قمة مجموعة العشرين إنه “لن تكون هناك أي اتفاقية”، بينما اعترف رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيف بوريل، بأنه يمكن وقف النزاع في أوكرانيا على الفور إذا توقف الغرب عن تقديم الدعم العسكري إلى سلطات كييف”.
شاهد أيضاً : واشنطن ترد على القرار العربي.. تنظيم مسلح جديد في سوريا !