واشنطن ترد على القرار العربي.. تنظيم مسلح جديد في سوريا !
بدأت واشنطن بتحريك أدواتها في الداخل السوري، في محاولة منها لإجهاض الحراك العربي تجاه دعم الاستقرار في سوريا، وزعزعة الأوضاع في المنطقة مجدداً، ورغبة منها لإظهار عودة دمشق إلى الجامعة العربية على أنها مجرد حدث عابر لا فائدة منه.
الأربعاء الماضي كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن أنه “هناك معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت في إنشاء ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة” بمشاركة “تنظيم الدولة”، من أجل زعزعة استقرار الوضع في هذا البلد”.
وأضاف لافروف: “بحسب معلوماتنا بدأ الأمريكيون في تشكيل ما يسمى بـ “جيش سوريا الحرة” في محيط الرقة السورية بمشاركة ممثلين عن العشائر العربية المحلية ومسلحي “تنظيم الدولة” ومنظمات مسلحة أخرى”.
وقال لافروف خلال اجتماع مع وزراء خارجية إيران وسوريا وتركيا: “الهدف واضح وهو استخدام هؤلاء المسلحين ضد السلطات الشرعية في سوريا لزعزعة استقرار الأوضاع في البلاد”.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي كانون الثاني 2016، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن “بحوزته أدلة على أن قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن تقدم دعماً لجماعات مسلحة في سوريا، منها “تنظيم الدولة” والجماعات المسلحة الكردية”، مضيفاً أن “الأمر واضح جداً، واضح تماماً”، لافتاً إلى أن “تركيا قادرة على تقديم الدليل بالصور والفيديو”.
وقالت الولايات المتحدة الأحد الماضي، في معرض انتقادها قرار عودة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، إن “دمشق لا تستحق هذه الخطوة”، كما شككت في “رغبة الرئيس السوري بشار الأسد في حل الأزمة في سوريا”.
خبراء عسكريون، أوضحوا أن “التحركات العربية الساعية لتصفير قضايا المنطقة، تتم خارج الإرادة الأمريكية، وهو ما أغضبها لدرجة كبيرة، دفعتها إلى العمل على إدارة الصراع وإشعاله في المنطقة مرة أخرى عبر أدواتها في المنطقة”.
ووفق الخبراء، فإن “زيارات مبعوث الخارجية الأمريكية نيكولاس غرينجر لشمال شرق سوريا منذ أشهر وحتى وقت قريب، واللقاءات المكثفة التي أجراها مع أطراف عسكرية وسياسية وعشائرية عربية من محافظتي الرقة والحسكة وخاصة عشائر شمر والبكارة وجبور وطي، هدفت لتشكيل مجلس عشائري في منطقة الجزيرة السورية، لكنها سعت أخيرا لدمج عناصر “تنظيم الدولة” ومسلحين آخرين في الجسم الجديد”.
كما تسعى واشنطن لإجهاض التقارب التركي مع سوريا وكذلك العربي مع إيران عبر خلط الأوراق مجدداً في المنطقة، وفق ما أفاده مراقبون.
وقالت مصادر محلية: أن “واشنطن سعت لإقناع الفصائل في المنطقة هناك لتشكيل الجسم الجديد، على أن تقدم له الدعم المالي والتسليح، وأن يكون ارتباطه المباشر مع القوات الأمريكية هناك”.
وشددت المصادر، على أن “القوات العشائرية التي يتحدثون عنها لتشكيل ما يسمى بـ”جيش سوريا الحرة”، تضم ما يسمى بفصيل “ثوار الرقة”، الذي تبع كلياً لـ”تنظيم الدولة” في فترة سابقة”.
ورأى محللون سياسيون، أن “التحركات الأمريكية تأتي في فترة يخيم عليها الفتور في العلاقات العربية-الأمريكية، حيث تسعى الأخيرة لإدارة الصراع في المنطقة ضمن مخططها لتفتيتها وإضعافها، فيما جاءت التحركات العربية الأخيرة مغايرة، تلاقياً مع دول الشرق التي أسست لتعدد الأقطاب في العالم وفي مقدمتها روسيا والصين، الأمر الذي أزعج واشنطن بدرجة كبيرة”.
وأضاف المحللون، أن “التوجه العربي نحو تبريد الملفات وحلها وتصفيرها، وهو تحرك خارج الإرادة الأمريكية، ما دفع الأخيرة لإبقاء الوضع على ما هو عليه ومنع الاستقرار في سوريا، إذ إنها تقف ضد عودة سوريا للجامعة العربية”.
شاهد أيضاً : خلاف كردي على الحدود السورية العراقية.. لماذا تسعى أمريكا في الحل ؟!