سوريا والجامعة العربية.. ماذا بعد قمة السعودية ؟!
في ظل عودة دمشق إلى الحاضنة العربية وتلقي الرئيس السوري بشار الأسد دعوة رسمية لحضور أعمال القمة العربية المرتقبة في جدة السعودية، الأمور جاءت بعد حراك عربي كبير قادته عدة دول عربية، كما يطرح تساؤلات عديدة عن المكاسب التي ستحققها سوريا من عودتها العربية.
في 10 من أيار الحالي، تلقى الأسد دعوة رسمية من العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، لحضور القمة العربية بنسختها الـ32 في السعودية، في 19 من الشهر نفسه، عبر سفير السعودية في الأردن، نايف السديري.
وفي حال حضور الرئيس الأسد، ستكون هذه أول مشاركة رسمية سورية في اجتماعات القمة العربية، منذ تجميد عضويتها في 2011.
وتأتي الدعوة في ظل تسارع التحركات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا لتطبيع العلاقات بينهما منذ نيسان الماضي، فيما كان أحدث هذه التحركات إعلان وزارة الخارجية السعودية، بالتوازي مع تسليم دعوة حضور القمة، استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا.
وبشكل مشابه، أعلنت الخارجية السورية عودة عمل البعثة الدبلوماسية، مع توقعات بافتتاح السفارة في الرياض نهاية أيار الحالي، أو مطلع حزيران المقبل.
تابعونا عبر فيسبوك
وبدأت التحركات الدبلوماسية التي وضعت الرئيس الأسد على أبواب حضور القمة العربية عندما زار وزير خارجية دمشق، فيصل المقداد، المملكة، بعد تلقيه دعوة رسمية من نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، في 12 من نيسان الماضي.
وخلصت الزيارة إلى الاتفاق على استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين.
وتبعت زيارة المقداد إلى الرياض، زيارة للوزير ابن فرحان إلى دمشق، التقى خلالها الأسد، في 18 من نيسان.
بعد الزيارتين، بدأت السعودية تحركات واسعة أفضت إلى إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية في 7 من أيار، ليخرج الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحفي عقب قرار الإعادة بالقول، “إن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون موضع ترحيب للمشاركة في القمة المقبلة للجامعة إذا رغب في ذلك”.
وقالت مصادر مطلعة: إن “من المرجح أن يحضر الأسد القمة العربية بنفسه، ليبعث رسالة للمجتمع الدولي كما المحلي بأن سوريا كانت تحارب إرهـ.ـاباً دولياً”.
ولدى سوريا عدة أهداف من حضورها القمة، أبرزها، إرسال “رسالة للعالم مفادها أن سوريا انتصرت وعودة العرب إليها وتغيير موقفهم”، إضافة للقاءات على عامش القمة قد تسهم في حل العديد من المشاكل الاقتصادية التي عانت وتعاني منها دمشق خلال الأزمة.
وأكد مراقبون، أنه وبعد القمة “ستشهد المنطقة زيادة نسبة التفاعل بين الحكومة السورية وبعض الدول العربية، كالسعودية ومصر والأردن، ولكن العلاقة مع قطر لن تتغير في المستقبل القريب، رغم حضور دمشق القمة”.
الجدير بالذكر، أن الرئيس السوري بشار الأسد لم يغب عن حضور أي قمة عربية منذ توليه زمام السلطة في سوريا عام 2000، بدءاً بقمة القاهرة في 21 من تشرين الأول عام 2000، وانتهاء بقمة سرت في ليبيا عام 2010، إذ حضر في 11 قمة عربية قبل أن تُجمّد عضوية سوريا في الجامعة العربية عام 2012.
واقترب الأسد من حضور النسخة الماضية لقمة جامعة الدول العربية في الجزائر عام 2022، إذ صرح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في آب 2022، بأن الجزائر تسعى بكل قواها لإنجاح عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكن “رفض بعض الدول أعاقت حضور الرئيس الأسد لقمة الجزائر”.
شاهد أيضاً : معركة خطابات ونسب مئوية تحتدم بين أردوغان وأوغلو