هل تقود أسهم شركات التكنولوجيا الأسواق إلى الانهيار؟
تُواجه الشركات الأمريكية سلسلة طويلة من الانكماش في الأرباح، ربما تفوق ما شهدته خلال فترة جائحة كورونا، بينما تُغرد شركات التكنولوجيا خارج السرب، لكن وسط توقعات متشائمة أيضاً.
تقرير نشرته “بلومبيرغ” وصف شركات التكنولوجيا باعتبارها “النقطة المضيئة” خلال الربع الأول من العام الجاري 2023، رغم ما يعانيه الاقتصاد الأمريكي من إشكاليات تضعه على شفا الرُّكود.
تابعونا عبر فيسبوك
بالنسبة لشركات التكنولوجيا فقد سلط التقرير الضوء على تجاوز شركات مثل ( آبل وميتا وألفابت وأمازون) التوقعات كافة، مشدداً على أن تلك الشركات تستفيد من الاتجاهات المقبلة الخاصة بسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فيما يخص إشارات التوقف عن رفع أسعار الفائدة.
تستحوذ شركات التكنولوجيا على حصة 35 % من رأس المال السوقي لـ “ستاندارد آند بورز 500” لكن في الوقت نفسه تشكل في حدود 30 % من أرباحه.
وبالعودة لحديث المدير التنفيذي في شركة VI Markets، فقد قال: “تؤثر حالة الضبابية الحالية على الأسهم الأمريكية عموماً، وبما في ذلك شركات التكنولوجيا، مع الخوف المستمر من الركود، والضبابية المسيطرة على المشهد الاقتصادي، وأزمة سقف الدين، ومن قبلها أزمة المصارف.
لكنه يعتقد في الوقت نفسه بأنه “بالنسبة لشركات التكنولوجيا ربما لو كانت هناك حركة أسرع ومنتجات جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي، فإن ذلك من شأنه دعم موقفها لتجنب التراجع”.
ويعتقد بعض الاقتصاديون أن المخاطر المتزايدة على مستوى الاقتصاد ستؤدي إلى انخفاض أسعار الأسهم عموماً، لأن المستثمرين يحتاجون إلى حافز للاحتفاظ بمحافظ أكثر خطورة.
من جانبه، يقول المؤسس وكبير الباحثين في The Problem Lab بجامعة واترلو الكندية، لاري سميث، في تصريحات:
لا تزال أرباح التكنولوجيا تعكس الوجه الذي يشير إلى أن اقتصادات أمريكا الشمالية قد تباطأت، ولكنها لم تدخل مرحلة الركود.
إذا دخل الاقتصاد في حالة ركود يمكن توقع تآكل أرباح التكنولوجيا، وهذا لم يحدث ذلك بعد.
وحول الأداء المتوقع لشركات التكنولوجيا في الربع الثاني من العام، يضيف الأستاذ بقسم في جامعة واترلو الكندية: “هناك قدر كبير من عدم اليقين، وأي شخص يجادل بخلاف ذلك فهو يُخمن فقط، من المستحيل التنبؤ بالحرب في أوكرانيا التي يمكن أن تزيد من زعزعة استقرار الاقتصاد العالمي”.
وحول مدى تأثير “تسريح العمالة” على أرباح شركات التكنولوجيا، يردف قائلاً: “على المدى القريب لا يؤدي تسريح العمال في صناعة التكنولوجيا إلى تحسين النتائج المالية على الفور، بسبب مدفوعات الفصل”.
وفيما يخص قطاع التكنولوجيا بشكل عام، يلفت الرئيس التنفيذي في مركز “كوروم” للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، إلى أن شركات التكنولوجيا عموماً ومؤشر ناسداك وصل إلى القمة (أعلى مستوى) في كانون الأول من العام 2021، ثم حدث تصحيح في المؤشر والقطاع ككل، ليشهد انخفاضاً حاداً خلال العام 2022، وفي نفس المرحلة التي بدأ فيها الفيدرالي الأمريكي رفع الفائدة.
ويختتم بعض الخبراء قولهم : “رأينا قوة مستمرة في أسهم شركات التكنولوجيا، وشهدت صناديق الاستثمار المتداولة والمحافظ في القطاع بعضاً من أقوى عوائد الأسهم خلال العام 2023 حيث كان المستثمرون يبحثون عن شركات أقل عرضة لأسعار الفائدة واستهلاك التجزئة، وإذا أردنا أن نعتقد أن سوق الأسهم هو مقياس استشرافي جيد لتوقعات المستثمرين، أود أن أقول إن الأسهم التقنية لا يزال ينظر إليها بشكل إيجابي من قبل مجتمع الاستثمار، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف ستتطور هذه النظرة في الأرباع القليلة المقبلة مع انخفاض التضخم”.
شاهد أيضاً:النفط يرتفع لليوم الثاني على التوالي نتيجة خطط أمريكية.. ما هي؟