العمّ كمال.. «لا تُعادوا دمشق»!
كمال كليتشدار أوغلو.. حفيد أتاتورك الذي يهدد عرش أردوغان، يحبُّ وصفَ نفسه بـ«العمّ كمال»، ويلقبه الإعلام التركي بـ«غاندي كمال»، بسبب التشابه في المظهر بينه وبين الزعيم الهندي «المهاتما غاندي».
هو منافس أردوغان على كرسي الرئاسة، قد يطيح بحكم زعيم حزب العدالة والتنمية المستمر منذ عقدين.. وقد يفشل، ولكن ماذا لو وصل كليتشدار أوغلو إلى «القصر الأبيض»؟
كيف سيتعامل مع الملف السوري؟
عام 2012، وبينما كانت الحكومة التركية تقحم نفسها طرفاً في الأزمة السورية، وتدعم المعارضة.. بعث رئيس حزب الشعب الجمهوري، كيليتشدار أوغلو، رسالة إلى أردوغان، حذّره فيها من تداعيات السياسة التركية في سوريا وقدم حلولاً.
باختصار.. كانت الرسالة تقول لأردوغان: «لا تعادي دمشق»!.
في ذلك الوقت وصفته جماعة حزب العدالة والتنمية بـ«البعثي»، وبعد مرور 10 سنوات، ومع سعي تركيا لإصلاح العلاقات مع سوريا، لم يترك كليتشدار أوغلو مناسبة إلا وذكّر فيها بهذه الرسالة.
وصار يقول باستمرار: «رُفضت جميع مقترحاتنا في ذلك الوقت. الآن، يذهب أردوغان من باب إلى باب، ويتوسل لإصلاح كل العلاقات»!.
تابعونا عبر فيسبوك
تصريحات العم كمال تشير لاعتزامه إعادة الوضع مع دمشق إلى ما كان عليه قبل 2011.
وأهمها تعهده بإعادة العلاقات مع سوريا وتبادل السفراء، وتطبيق خطة أعدها حزبه، تقضي بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم خلال فترة عامين فقط من وصول حزبه إلى السلطة.
ما تعهّد به كليتشدار أوغلو هو بالذات ما يسعى أردوغان لتحقيقه منذ عدة أشهر، بعدما تسببت سياسات أنقرة في سوريا بأذية سياسية واقتصادية واجتماعية لتركيا، أغضبت الشارع التركي، وجعلت شعبية أردوغان ومستقبله السياسي على المحك.
انتخابات الرئاسة في تركيا شهدت مفاجآت غير متوقعة.. أهمها الانتقال إلى جولة ثانية، بعد فشل المتنافسين في حسم النتيجة.
اعتاد أردوغان وحزبه الحاكم على حسم نتائج الانتخابات على مدار 20 عاماً، وهذا ما لم يحصل هذا العام.
رغم تفوق زعيم «العدالة والتنمية» على منافسه الجمهوري بنسبة بسيطة في الانتخابات الحالية وتوقّع نجاحه في الجولة الثانية.. لكن ما حدث رسالة كبيرة لأردوغان بأن يصحح أخطاء ارتكبها خلال العقد الأخير.. وأهمها في سوريا التي صارت قضيتها ولاجئوها بيضة القبان في الانتخابات الرئاسية التركية.. والورقة الرابحة في صناديق الاقتراع!.
الاعتقاد السائد أن فوز «العم كمال» في الوصول إلى كرسي الرئاسة سيعجّل في إعادة الوضع مع دمشق إلى ما كان عليه قبل 2011.. أما في حال فوز أردوغان فالتوقعات بتسوية الخلافات أيضاً محسومة، لكن مع ترجيح مفاوضات صعبة وربما مماطلة بتنفيذ الشروط السورية، يرافقها تخوّف من عدم التزام أردوغان بتعهداته.
وتبقى الكلمة الفصل لنتائج الجولة الثانية بعد نحو أسبوعين!.
شاهد أيضاً: أردوغان يكشف رؤيته للتطبيع مع سوريا