آخر الاخباررئيسيسياسة

دمشق وأنقرة المسافة باتت قريبة.. “المعارضة السورية” تبحث عن مصير آمن !

بعد التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة وتزايد التقاربات نحو دمشق، والتي تكللت بعودة دمشق إلى الجامعة العربية وحضور الرئيس السوري بشار الأسد لقمة جدة في السعودية، إضافة لتقارب وجهات النظر السورية التركية واقتراب حدوث اللقاء بين رئيسي البلدين، حاولت “المعارضة السورية” بشقيها السياسي والعسكري الاحتجاج على مسار التقارب العربي والتركي من سوريا، إلا أنه تم الاستمرار العمل بمسارات التقارب هذه.

وأكدت التقديرات أن ما يجري هو خبر سيئ جداً للمعارضة، ولفت في هذا الصدد موقع “المونيتور” الأمريكي إلى أن “الانفراج مع دمشق هو ضربة قوية للمعارضة السورية السياسية والمسلحة”.

واعتبر مراقبون، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، ودعوة الرئيس بشار الأسد، من الدول العربية لحضور المؤتمرات الدولية هي مؤشرات واضحة إلى أن مرحلة عزلة سوريا انتهت من دون حدوث أي تغيرات في الحكم، لتبقى المعارضة السورية أمام مصير مجهول.

وأشار مراقبون، أن “الجامعة العربية ابتعدت عن المعارضة السورية وتدفع اليوم نحو توازن بين إيران والدول العربية التي تنافسها”، وفقاً لما نقله الموقع.

تابعونا عبر فيسبوك

وكانت أنقرة أَبلغت “الائتلاف السوري المعارض” إبلاغاً صريحاً، أنها ماضية في خطوات الانفتاح على دمشق، ضمن الخطّة التي يتمّ الاتفاق عليها وفق المسار الروسي- الإيراني، مضيفة أن “هذه الخطة تتضمّن، وفق ما تسرّب في وقت سابق، سلسلة خطوات في الأرض ستُنفّذها الأولى تباعاً، بدءاً من فتح الطرق الرئيسة المغلقة، وفي رأسها طريق حلب – اللاذقية M4، بالإضافة إلى فتح المعابر الشرعية بين البلدين، ومنها معبر “باب الهوى” الحدودي في إدلب، والذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام”.

وقال مراقبون: أن هذه الأنباء دفعت “الائتلاف” نحو مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي هذا الصدد، يجري الآن “محاولات حثيثة لرفع وتيرة التنسيق مع الولايات المتحدة، ودول في الاتحاد الأوروبي، لزيادة الضغوط على دمشق ومحاولة عرقلة المصالحة التركية – السورية”، مضيفة أن “المعارضة بأطيافها كافة باتت بقناعة تامّة أن الانفتاح بين دمشق وأنقرة آتٍ لا محالة، ممّا دفعها إلى البحث في الخطوات التي يمكن المضيّ فيها في ظلّ هذا الانفتاح، ومن بينها محاولة الانسحاب الجزئي من تركيا، إلى قطر التي تشكّل الواجهة الرئيسة للمعارضة السورية في الوقت الحالي”.

واعتبر مراقبون، أن ملف “مصير المعارضة السورية، مطروح منذ أن تم إعلان تفعيل مسار التقارب السوري- التركي رسمياً، وسط الحديث عن مخاوف أعضاء “الائتلاف” وعناصر الفصائل”.

وحذّر وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في وقت سابق، من “محاولات دفع المواطنين في شمالي سوريا إلى تنظيم احتجاجات واستفزازات”، مؤكداً أن “هدف تركيا هو مكافحة الإرهاب”، وكذلك نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر تركي كبير، تأكيده أن “بلاده اطّلعت على ردود فعل فصائل المعارضة على اجتماع موسكو لكن تركيا هي التي تحدد سياساتها”.

وتشير بعض التحليلات والتسريبات، إلى أن تركيا قد تتجه نحو تصنيف فصائل المعارضة وكذلك أعضاء “الائتلاف المعارض” بين من يرغب بتسوية وضعه والقبول بالعودة للدولة السورية، ومن يرفض العودة، حيث ستكون الفئة الأخيرة أمام خيارات وسيناريوهات غير واضحة المعالم حتى الآن.

وفي السياق، تعتبر ملفات اللاجئين السوريين ودعم تركيا للمعارضة السورية من الملفات الخلافية بين المتنافسين على منصب الرئاسة التركية، وتحظى وجهة نظر أوغلو الرافضة لدعم المعارضة السورية ووجود اللاجئين السوريين على أراضيها، بأغلبية من الرأي العام التركي، الأمر الذي يدفع حكومة أردوغان، إلى اتخاذ خطوات في ملف المعارضة السورية.

وفي هذا الجانب ترى “المعارضة السورية” أنها باتت أمام مرحلة جديدة أيّاً كان اسم الفائز في الانتخابات الرئاسية، خصوصاً في ظلّ سعي جميع الأطراف إلى التواصل مع دمشق، على رغم وعورة الطريق التي يسير عليها هذا التعاون، ومحاولة أنقرة أيضاً عزل مسألة وجودها العسكري في الشمال عن المسائل الأخرى العالقة، وهو ما ترفضه دمشق رفضاً قاطعاً”.

يشار إلى أن الحديث عن تهديدات يواجهها “الائتلاف المعارض” أمر مطروح منذ بداية فتح ملف التقارب السوري-التركي، ففي آذار 2022 أفادت مصادر خاصة بأن “الائتلاف” أغلق بعض مكاتبه في تركيا، وذلك تنفيذاً لتعليمات تلقاها من الاستخبارات التركية، التي بررت هذه الأوامر حينها بـ”تخفيض النفقات” وأكد حينها تقرير نشرته قناة “العربية” أن “القرار جاء برغبة من المخابرات التركية، في محاولة لإيحاء الشارع التركي بالاهتمام بخفض وجود اللاجئين، وذلك بعد ازدياد وتيرة الاحتجاجات بحق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

شاهد أيضاً : تطور خطير فوق بحر البلطيق.. كيف تعاملت روسيا مع القاذفات الأمريكية ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى