قطر وطالبان.. زواج المصلحة ؟!
كشفت مصادر مطلعة عن قيام رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن، أجرى محدثات سرية في أفغانستان مع زعيم “حركة طالبان” هذا الشهر، حول “سبل تهدئة التوترات مع المجتمع الدولي، ومناقشة إنهاء عزلة حكام أفغانستان”.
والاجتماع الذي عقد في مدينة قندهار الأفغانية في 12 أيار بين رئيس وزراء قطر وزعيم طالبان هبة الله آخندزاده هو أول اجتماع معلن بين زعيم طالبان ومسؤول أجنبي.
وأشار المصدر إلى أنه جرى إطلاع الإدارة الأمريكية على أمر الاجتماع، وأنها “تنسق بشأن كل القضايا التي أثيرت في المحادثات” بين الجانبين مع قطر بما يتضمن إجراء المزيد من الحوار مع طالبان.
وقال المصادر: إن “رئيس الوزراء القطري أثار قضايا أخرى مع زعيم طالبان، من بينها ضرورة إنهاء الحظر الذي فرضته طالبان على تعليم الفتيات وتوظيف النساء”.
واعتبر مراقبون، أن “الاجتماع يمثل نجاحاً دبلوماسياً لقطر التي انتقدت القيود التي فرضتها طالبان على النساء، بينما استغلت صلاتها القائمة منذ فترة طويلة مع الحركة الإسلامية للسعي لتواصل أكبر من المجتمع الدولي مع كابول”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقادت الولايات المتحدة حملة لمطالبة حركة طالبان بـ”إنهاء الحظر على تعليم الفتيات وتوظيف النساء”، وبأن تشمل الحكومة الأفغانية شخصيات من خارج صفوف الحركة.
وتشير تصريحات المصدر إلى أن “واشنطن دعمت رفع مستوى المحادثات، بعدما لم تسفر محادثات على مستوى أدنى عن تحقيق نتائج، على أمل التوصل لإنفراجة لإنهاء الحظر الوحيد من نوعه في العالم، وتخفيف حدة الأوضاع الإنسانية المتردية والأزمة المالية التي تسببت في دفع ملايين الأفغان للجوع والبطالة”.
وأحجم البيت الأبيض عن التعليق على المحادثات. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية ولا سفارة قطر في واشنطن على طلبات للحصول على تعليق ولم تستجب الحركة بعد لطلب للحصول على تعقيب.
وعرقلت القيود المفروضة على تعليم النساء وتوظيفهن المساعدات الإنسانية، وهي من الأسباب الرئيسية لعدم اعتراف أي دولة بحكم طالبان منذ تولي الحركة السلطة في أفغانستان في آب 2021، بعد انهيار حكومة كانت مدعومة من الغرب لدى انسحاب آخر دفعة من القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة من البلاد بعد عقدين من الحرب.
وذكر تقرير من الأمم المتحدة تم تقديمه في آذار لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن “معاملة طالبان للنساء والفتيات قد تصل إلى حد الجرائم ضد الإنسانية”. وتقول طالبان إنها “تحترم حقوق النساء بما يتسق مع تفسيرها للشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد الأفغانية”.
ولم يبد آخندزاده استعدادا يذكر للتوصل لحل وسط بشأن ذلك، لكن اجتماعه مع المسؤول القطري يشير إلى أنه “منفتح على استكشاف سبل إنهاء عزلة أفغانستان وتعزيز برامج الإغاثة مع انزلاق البلاد أكثر في دائرة الجوع والفقر”، بحسب مراقبين.
وقال المصدر: “الاجتماع كان إيجابياً للغاية” وإن آخندزاده “مهتم جداً” بمواصلة الحوار مع المجتمع الدولي.
شاهد أيضاً : أموال اللاجئين تثير الجدل في لبنان !