ظاهرة خطيرة في سوريا “مدخنون دون سن البلوغ”.. مالحل ؟!
بالرغم من تراجع الإقبال على التدخين في مناطق كثيرة من العالم، إلاَّ أن العدد الإجمالي للمدخنين في ارتفاع، وذلك حسبما كشفت دراسة حديثة.
وأظهرت الأرقام التي استقيت من 187 دولة أنه في عام 2012 كان هناك نحو 967 مليون شخص يدخنون يومياً، مقارنةً بنحو 721 مليون شخص عام 1980، وذلك وفقاً للجمعية الطبية الأمريكية.
تابعونا عبر فيسبوك
وبيّنت الإحصائيات الطبية العالمية أن نسب المدخنين بين كل 100 إصابة بسرطان الرئة تصل إلى 90% فيما تذهب الـ10% المتبقية لأسبابٍ أخرى، إضافة لما يسببه التدخين من أورامٍ أخرى، أبرزها تلك التي تصيب مناطق كالحنجرة والمثانة والمريء، ليمتد بخطره ويشمل الآفات القلبية أو الجلطات المنتشرة بين الفئات الشابة، ليكون التدخين السبب الأهم في الإصابة بتلك الأمراض وفق ما أكد اختصاصي الجراحة الصدرية الدكتور نزار عباس مدير مشفى الأسد الجامعي في تصريحٍ لـصحفٍ محليّة، أوضح فيه الآثار الكارثية الصحية والاجتماعية والاقتصادية التي يتسبّب بها التدخين، على اختلاف أنواعه التقليدي كالسجائر التي تصل كمية المواد السامة في الواحدة منها إلى أكثر من 3000 مادة سامة، أو ما يُسمّى بالسجائر الإلكترونية التي تتنوع فيها النكهات ليتفاقم خطرها كونها مواد كيماوية في الأساس، إضافةً للنرجيلة التي باتت موضة الشباب، وانتشرت بشكلٍ جنوني بين الفئات العمرية الصغيرة.
ولفت عباس إلى أن التدخين بات المنافس الأول لأمراض القلب، والأورام التي تتسبّب بأعلى نسب وفيات في العالم، لدرجةٍ تحول فيها أيضاً إلى قاسمٍ مشترك بين تلك الأمراض، فمع تسجيل 20 مليون إصابة سرطان عالمية جديدة سنوياً، ووفاة 9 ملايين شخص نتيجة معاناته من مرض السرطان وفق ما بيّنته الإحصائيات العالمية، وما تسبّبه الآفات القلبية من نسبٍ مرتفعة لأعداد الوفيات، يأتي التدخين سبباً رئيسياً بين الإثنين في مؤشرٍ خطيرٍ على تأثيراته الكبيرة التي لم تعد تخفى على أحد، مُتسببَاً بوفاة 8 ملايين شخص سنوياً حول العالم.
وأوضح عباس أن أضرار التدخين لا تقتصر على الرئة، كونه يدخل إليها بشكلٍ مباشر بل تمتد لتشمل الدم وصولاً للمثانة، مُتَصدِّراً أهم أسباب تشوّه الجنين عند المرأة الحامل، ما جعل من تأثيره تأثيراً عاماً، وليس موضعياً فقط على الجهاز التنفسي، مؤكداً صحة ما وصلت إليه النتائج الصادرة عن الأبحاث العلمية التي أثبتت أن التغيّر الحاصل على المقاطع النسيجية أظهر تطور عملية التسرطن والتي تبدأ مع شخصٍ بشرته التنفسية طبيعية، لتبدأ الخلايا عنده بالتبدل بعد سنواتٍ عدة من التدخين ومن ثم تتشوّه، في إثباتٍ إحصائيٍّ بات واضحاً عند كل مُدَخِن سواء من خلال الأبحاث العلمية، أو تجريبي في المخبر.
إضافةً لتأثيره الواضح على الدماغ وما يسبّبه من صغرٍ في حجمه وفق ما بيّنته آخر الدراسات التي أظهرت صغر حجم الدماغ عند المدخنين، ليتبيّن بذلك أنه أحد أسباب الإصابة بمرض الزهايمر لما يسبّبه من نقص تروية في الدماغ، منوهاً بإمكانية الجزم وبشكلٍ لا شك به على ارتفاعٍ مخيف لأعداد المدخنين في سوريا، حيث باتت ظاهرة التدخين وتحديداً النرجيلة طقساً خطيراً ومصدراً للتباهي بين صغار السن.
ونوّه عباس إلى أننا لا نلحظ انتشار تلك الظاهرة بشكلها الجنوني إلا في دولٍ بعينها مثل سوريا والأردن ومصر ولبنان، وربما بشكلٍ أقل في دول الخليج، مُعللاً السبب لفرض قوانين رادعة في تلك الدول وحظر التدخين إلا في أماكن بعينها.
والجدير بالذكر أن الجهات المعنية الطبية والقانونية والتشريعية في سوريا عملت قبل فترة الحرب على فرض قوانين ساهمت في كبح جماح تلك الظاهرة، كان أهمها المرسوم رقم 62 لعام 2009 والذي حقق نتائج جيدة وملموسة لجهة الالتزام به، إلاّ أن الحرب كانت سبباً رئيسياً بالتراخي في تطبيقه، ما انعكس سلباً وزاد الوضع سوءاً، لدرجةٍ بات من الضروري فيها إعادة النظر بتفعيل القوانين الصارمة.
شاهد أيضاً:اللاذقية.. صدور قائمة بـ442 اسماً من متضرري الزلزال