سوريا هي الأساس.. شرق أوسط جديد بتحالف رباعي ؟!
لطالما كانت سوريا الطريق الواصل لدول الشرق الأوسط، وبدون دمشق يبدو المشهد الإقليمي للمنطقة بحرف ناقص، في أي مشهد ساسي أو استراتيجية ترسم في الإقليم.
أمريكا والتي كانت خططت لشرق أوسط جديد حملته وزيرة الخارجية السابقة “كونداليزا رايس” عام 2006 إلى المنطقة، والذي لم يلقى أذن صاغية حينها، ليأتي بعدها المشروع الغربي تحت مسمى “الربيع العربي” ليجعل المنطقة تعيش تحت وطأة نيران الأزمات لسنوات، بحسب محللين.
ومع بدء اتفاق القوى الإقليمية على كلمة سواء. يتبادر إلى ذهننا فوراً، جملة أسئلة، جلّها: هل ثمة أمل بتلاقي مختلف القوى الإقليمية الفاعلة والواعدة في الإقليم؟ وهل سنشهد طاولة مربعة الأضلاع تتسع لكل من تركيا وإيران والسعودية ومصر؟ وهل نعيش هذه المرّة ولادة شرق أوسط جديد، مُغاير طبعاً لما كانت تطمح إليه الإدارة الأمريكية؟
وأضاف محللون، أنه منذ مطلع عام 2021، بدأت تبرز على السطح مساعٍ جديّة لتضميد الندوب والجراح التي خلّفتها حروب «الربيع العربي»، بدءاً من ليبيا وسوريا، وصولاً إلى اليمن غير السعيد.
تابعونا عبر فيسبوك
بعد تونس ومصر وليبيا، اتجهت كل الأنظار إلى سوريا، مربط الخيل المنشود لكل دولة، إقليمية كانت أو عالمية، تريد نفوذاً في الشرق الأوسط، «يقول درس الجغرافيا والتاريخ الرقم واحد في الشرق الأوسط إنّه لا دور إقليمياً ممكناً دون الهيمنة على، أو التحالف مع، سوريا» حسب رأي الباحثين.
ويقول الباحثون: إن تركيا، لم تَحِدْ عن هذه القاعدة، لكن تقلّبت سياساتها تجاه سوريا، مرّة أخذت طريق التحالف، ومرّات عدة طريق الهيمنة والصراع، وصولاً إلى الحرب. وعليه، لم يتسنّ لها خطب ودّها. عملت على تصحيرها عن طريق بناء السدود على الأنهر المؤدية إليها من تركيا، وتلاعبت في الحدود بهدف قضم أراضٍ منها، حتى كادت أن تُشعل حرباً معها في تسعينيات القرن الماضي.
والأزمة الأخيرة انتهت باتفاقية أضنة التي كان لمصر دور رئيس فيها عام 1998. ومن ثم عمدت أنقرة إلى فتح صفحة جديدة مع دمشق، في العقد الأول من القرن الحالي، لكن سرعان ما طوتها حينما تسنّت لها فرصة السيطرة والهيمنة بطعم الاحتلال، إذ لم تتورّع في أن تكون رأس حربة في الحرب التي قامت على سوريا طوال العقد الماضي، بحسب الباحثين
وأضاف الباحثون، أن الدولة الإقليمية الثالثة، السعودية، التي، بدورها، وبعد فشل مشروع “الإسقاط” عدلت الرياض أخيراً عن السياسة الصراعية، وتتطلّع اليوم إلى سياسة تحالفية وتعاونية مع سوريا وسائر الدول العربية وغير العربية، ولا سيما تركيا وإيران.
بدون شك، أن المملكة السعودية خلعت عنها ثوب “الإسلام التقليدي”، وباتت اليوم مع وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان دولة متحررة إلى حد ما من الانضباط الديني لمصلحة الانفتاح ومجاراة العصر، فضلاً عن سياسة طموحة وتنويع في خياراتها الخارجية، ولا سيما بعد توجّهها شرقاً وبقوة.
وباتت دولة واعدة وقادرة لأن تتبوأ مكانة ونفوذاً في الإقليم يليق بحجمها ومقدّراتها التي طالما طمستها علاقتها غير المتكافئة مع الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب الباحثين.
وتابع الباحثون، أنه إذا ما قُدّر للدول الإقليمية الأربع الالتقاء على طاولة واحدة، مربعة الأضلاع، مع ما تملك هذه الدول من موقع جيوسياسي ومقوّمات ضخمة على مختلف الصعد، فسيجعلها نقطة توازن وارتكاز وتقرير.
وسوف تكون عودة العلاقات السعودية السورية إحدى ركائز ابن سلمان للسير قُدماً في مشروعه العربي، والذي تجاوز صراعه مع سوريا على مدار 12 عاماً.
وربما نشهد إقامة تحالف رباعي في ما بين الدول الإقليمية الأربعة تحت مسمى (G 4) على غرار تجمُّع الدول الصناعية السبع (G 7). بل أكثر من ذلك، يمكننا أن نذهب في التحليل، في ظل المتغيرات الدراماتيكية التي يشهدها العالم على وقع الحرب الأوكرانية، والصراع الاستراتيجي المحتدم بين الولايات المتحدة والصين، والارتخاء الذي يصيب القبضة الأمريكية في الإقليم والعالم، وتشابه الأوضاع التي يمر بها العالم اليوم إلى حد بعيد، بالأجواء التي سادت في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في ذروة الحرب الباردة، والاستقطاب بين المعسكرين السوفياتي والأمريكي وحلفَي وارسو و«الناتو» آنذاك، إلى أنّ ثمة إمكانية للسعودية وبعض الدول الأخرى ، للتأسيس لتحالف دولي يقف على مسافة متوازنة من الجميع.
في المحصلة، إذا ما قُدّر للدول الإقليمية الأربع الالتقاء على طاولة واحدة، مربعة الأضلاع، مع ما تملك هذه الدول من موقع جيوسياسي ومقومات ضخمة على مختلف الصعد، فسيجعلها نقطة توازن وارتكاز وتقرير في الشرق الأوسط في ظلّ ما يحدث من متغيّرات في الإقليم والعالم، ولا سيما تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
شاهد أيضاً : انفجارات في سماء حلب.. ومصدر أمني سوري يكشف التفاصيل ؟!