اتهمامات بتقديمهم كـ”عربون تقارب”.. أنقرة تعتقل قيادياً سابقاً في “النصرة” !
تتفاعل قضية اعتقال القيادي السابق “المنشق” عن “هيئة تحرير الشام”، عبد المعين محمد كحال، المعروف بـ”أبو العبد أشداء”، في أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج.
واعتبر ناشطون ومقربون من القيادي أن اعتقاله “أمراً أمنياً، وتغييراً في سياسة تركيا تجاه الملف السوري”.
واعتقلت السلطات التركية “أبو العبد أشداء”، الثلاثاء 13 من حزيران الحالي، في أثناء دخوله الأراضي التركية للتوجه إلى أداء مناسك الحج، حيث تم التوقيف من معبر “باب السلامة” الحدودي مع تركيا شمالي حلب.
ولم تصدر الجهات الرسمية التركية أو وكالات أنباء، أخباراً عن قضية اعتقال “أبو العبد”.
الطبيب محمود السايح المنحدر من مدينة الباب بريف حلب، قال عبر “تويتر” إنه كان بالإمكان رفض السماح لـ”أبو العبد” بدخول تركيا كما تفعل الدول في حالات مشابهة، معتبراً أن السماح له بالدخول عشرة أمتار واعتقاله دون أمر قضائي، هو “اعتقال أمني”.
وأضاف، أنه طوال السنوات العشر السابقة، لم يتم اعتقال أي سوري متوجه للحج في المعابر التركية، ويأتي اعتقال “أبو العبد” في إشارة واضحة لتغير حاسم في السياسة التركية تجاه سوريا، ودليل مادي ملموس لتغلغل “الإرادة البوليسية في مفاصل الملف السوري”، وفق السايح.
القيادي السابق في “لواء التوحيد”، الأسيف عبد الرحمن، قال عبر “تلجرام”، إن اعتقال “أبو العبد أشداء” مؤخراً دون أسباب واضحة، وماهر الدغيم منذ أسبوعين في تركيا، يضاف إلى قصص لم تأخذ صدى إعلامياً، جرت أحداثها في تركيا والأردن والإمارات وبلدان أخرى.
واعتبر أن ما يحصل هو “عربون تقارب بين قوى أكبر، وإن كانت العملية تجري اليوم خارج الحدود”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف، “لا يظن ظان أنه بمأمن لقاء وعود أو علاقات أو مصالح متبادلة، فكلها لا قيمة لها في منهجيات الدول الحديثة، لنُعِد الحسابات ونراقب ما بين الكلمات، ونجهد في استشراف ما هو آت تجنباَ للويلات وتحصنًا من المهلكات واتقاء المؤامرات”.
“أبو العبد أشداء”، قيادي سابق في “تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب، وكان من القياديين البارزين فيها، انشق عنها في 2020 وبقي على خصومة معها، ونشر تسجيلات مصورة حول “انتــ.هاكات وأخطاء وفســ.اد”.
انضم إليها بعد انشــ.قاقه عن “أحرار الشام” نهاية عام 2016، مع أكثر من 100 مقاتل في كتيبته “مجاهدو أشداء”، أغلبيتهم من حلب.
وتولى قيادة الكتلة العسكرية لحلب المدينة، ثم أصبح قائداً إدارياً لـ”جيش عمر بن الخطاب” (تشكيل يضم قوات خاصة من “تحرير الشام”).
اعتقلته تحرير الشام في أيلول 2019، وأفرجت عنه بعد أربعة أشهر، عقب نشره تسجيلاً مصوراً، عنونه بـ”كي لا تغرق السفينة”، تحدث فيه عن الفساد الإداري والمالي في “تحرير الشام”، والأخطاء الكبيرة و”القاتلة” التي ارتكبها القادة الذين يمسكون بها، بحسب تعبيره.
وبحسب التسجيل المصوّر، قال القيادي، إنه وعلى الرغم من الدخل المادي الشهري الكبير لـ “تحرير الشام”، إلا أن مقاتليها لا يتلقون منحًا مادية شهرية، وكثير منهم ترك صفوفها بسبب الفقر الشديد.
وأضاف، أن مقاتلي “تحرير الشام” من أفقر المقاتلين في المنطقة، وهناك إداريون تصل رواتبهم إلى أكثر من 250 دولاراً شهرياً.
واتهم “الهيئة” بتنفيذ أكثر من ألف عملية إعدام بين المعتقلين لديها، وسط ظروف اعتقال سيئة لا تستثنِي النساء، إذ تحدث عن وجود أربع نساء في زنزانة تتسع لشخص واحد.
شاهد أيضاً: “حرب المسيرات”.. هل تعيد الحرب الأوكرانية السيناريو من البداية ؟!