الرقابة الحكومية نائمة في العسل .. «إلى أين نحن ذاهبون!؟»
يبدو أن الرقابة غائبة بشكل كامل عن الأسواق السورية، والمواطن لم يعد يثق بسياسة الشكوى، فهذا ما رصدته جريدتنا خلال جولة لها على الأسواق وسؤالها للسوريين، إن كانت الجهات المعنية تقوم بدورها الرقابي؟
حيث قالت “عفاف” لجريدتنا إن «الرقابة غير موجودة وهي “مرتشية”»، مشيرةً إلى أنها «رأت أحد موظفي التموين وهو يقبض ثمن سكوته وغض نظره عن المخالفة».
بينما ذكر شخص آخر رفض ذكر اسمه، أنه «في حال كان هناك دوريات رقابية فهي تأخذ “خرجيتها” وتذهب من حيث جاءت، فهذا هو الواقع، لأنه موظف وبحجة أن راتبه لا يغطي تكاليفه المعيشية».
وتحدث الخبير الاقتصادي عمار يوسف لجريدتنا عن فعالية الإجراءات الحكومية لضبط الأسواق، قائلاً إن «المواطن تقريباً هو شخص “متعب” جداً، والرقابة حالياً في سوريا بأدنى درجاتها، خاصةً على التجار والأمور المتعلقة بمعيشة المواطن اليومية».
وأضاف يوسف أنه «بحجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اختفى الزيت بشكل كامل من الأسواق، وتم طرحه فيما بعد بسعر مرتفع وهو 14 ألف ليرة، ما يدل على أن المادة متوفرة لكن يوجد مجموعة من التجار للأسف محتكرين للمادة، من أجل طرحها بسعر مضاعف».
كما اعتبر أن السوري لم يعد قادراً على شراء البيض واللبنة والجبنة والمواد المغذية له، فتكلفة وجبة الفطور لأسرة مكونة من 3-5 أشخاص وصلت إلى 25 ألف، بينما وجبة الغداء المغذية وفقاً للمعايير الأممية قد تصل تكلفتها لحدود 60-70 ألف ليرة.
تابعنا عبر فيسبوك
لا عقوبات على الغذاء والدواء
أكد الخبير الاقتصادي أن الاستيراد مفتوح للجميع في سوريا، وحتى مع وجود العقوبات فهي لا تشمل الغذاء ولا الدواء ولا مستلزمات الإنتاج الزراعي، مبيناً أن الحكومة لديها القدرة على استيراد القمح والزيت والمواد الغذائية بشكل طبيعي وسلس.
واستنكر يوسف حصرية استيراد بعض المواد الاستراتيجية الأساسية لصالح تجار محددين، خاصة أنهم يحققون هامش ربح كبير، ويتحكمون بالأسواق، نافياً بذات الوقت أن تكون أجور الشحن مكلفة كما يشاع وهي السبب برفع الأسعار.
وقال: «قبل أن تجتمع الحكومة الروسية والأوكرانية لمعالجة آثار الحرب اجتمعت الحكومة السورية لمعالجة تداعياتها»، متسائلاً عن الفائدة من هذه الاجتماعات؟، التي انفقد على أثرها مباشرةً بعض المواد الغذائية، وضخت في الأسواق فيما بعد بأسعار مرتفعة بنسبة 30-50% في بعض الأحيان.
وختم الخبير بسؤال الحكومة: «نحن إلى أين ذاهبون؟»
شاهد أيضاً: تفاصيل جديدة تكشف حول وفاة طفل في إحدى مدارس دمشق