الرباعية خلال أيام.. هل ينجح اجتماع أستانا في إنجاز التقارب ؟!
بينما تستمرّ، منذ أيام، حملة القصـ.ـف التركية على مواقع “قسد”، في ريف حلب الشمالي، موسكو، أعلنت أن نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، سيجتمعون في العاصمة الكازاخستانية أستانا في الـ21 من الشهر الجاري.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، والممثل الخاص للرئيس الروسي لمنطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية، ميخائيل بوغدانوف، إن الاجتماع سيبحث “تطبيع العلاقات” بين أنقرة ودمشق، مشيراً إلى أن “مشروع روسيا بشأن خريطة الطريق بات جاهزاً”، مضيفاً أن “مهمّتنا هي التشاور مع شركائنا، والمضيّ قدماً”، ونأمل “إحراز تقدّم جادّ في محادثات أستانا”.
وقبل أيام قليلة، كان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، سفير روسيا في دمشق ألكسندر يفيموف، أكّد، أن “اجتماعات اللجنة الرباعية تحقّق نتائج إيجابية”، مشيراً إلى أن “انتقال سوريا وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة، بعد أكثر من 10 سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما، يُعدُّ بحدّ ذاته نجاحاً كبيراً”.
لكنه السفير الروسي، أبدى حذراً في تحديد مهل زمنية ونتائج واضحة، معتبراً أنه “من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة، استعادة ما تمّ تدميره على مدى 12 عاماً، إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاقّ في هذا الاتجاه، ويجب الاعتراف بصراحة بأن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها”.
تابعونا عبر فيسبوك
مع ذلك، وفي موقف لافت، رأى يفيموف أن “إعادة انتخاب الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد تكون عاملاً إيجابياً، حيث سيمكن لتركيا الآن، إيلاء اهتمام أكبر لهذا الاتجاه من سياستها الخارجية”.
على خطّ موازٍ، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، مطلع الأسبوع، معاون وزير الخارجية الإيراني، علي أصغر حاجي، الذي سيحضر اجتماعات أستانا، ممثّلاً بلاده.
خلال اللقاء، دعا الأسد إلى وضع استراتيجية مشتركة، تحدّد “الأسس والعناوين والأهداف التي تُبنى عليها المفاوضات القادمة، سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية، أو مكافحة الإرهـ.ـاب، أو غيرها من القضايا، كما تضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.
وشدد الرئيس الأسد على “أهمية التنسيق في المرحلة المقبلة، خصوصاً في ما يتعلّق باجتماعات الرباعية ومسار أستانا”.
بعد نحو أسبوع، سينتقل نوّاب وزراء الخارجية في الرباعية إلى أستانا لعقد اجتماعاتهم. وكما في الميدان، حيث المشهد يبدو معقّداً ومتشابكاً، وتَظهر 3 أطراف من أصل 4، منخرطة فيه، كذلك تبدو طاولة النقاش المرتقب في العاصمة الكازاخستانية.
وتدرك الأطراف الأربعة أن المسار لا يزال في بدايته، وأنه لم يَعُد، على أهمّيته، شديد الإلحاح بالنسبة إلى طرفيه الأساسيين، دمشق وأنقرة، بعدما وجدت الأولى نفسها مجدداً في أحضان الدول العربية، فيما تجاوزت الأخيرة الانتخابات، بفوز أردوغان وتحالفه، وبهذا، زالت عدّة عوامل ضغط على كلا الجانبين، كانت إلى ما قبل مدّة وجيزة تدفعهما قُدماً نحو المفاوضات.
لكن، في المقابل، تَظهر موسكو وطهران، اليوم، أكثر إصراراً على تحقيق اتفاق، ولو كان “خارطة طريق”، قد تطول مُهلها الزمنية، إلا أنها تزيل عن كاهل الروس عبئاً لا يزال يكبر يوماً بعد آخر، متمثّلاً في مهمة مستمرّة من “الفصل” بين السوريين والأتراك ميدانياً وسياسياً، فيما تتسـ.ـلّح بها طهران أيضاً لتشكيل “تحالف” ضاغط على الأمريكيين في شرق الفرات، ومن ثم دفعهم إلى الانسحاب، بالاستناد إلى اتفاق سوري – تركي يمكن أن تنخرط فيه “قسد”، أو تكون أبرز “ضحـ.ـاياه”.
شاهد أيضاً : روسيا تشنّ أعنف هجوم إلكتروني على أمريكا ومؤسساتها