من ينتصر.. الآلة العسكرية الروسية أم «الميديا» الغربية؟
الجيش الروسي يقاتل على الأرض في أوكرانيا، وحكومة كييف تقاتل على وسائل الإعلام «الميديا».. وتستعطف العالم!
كانت الحرب في مراحلها الأولى.. السلطات الأوكرانية نعت حينها مقتل 13 عنصراً من حرس الحدود، قالت إن جيش بوتين قتلهم بعد أن شتموا القوات الروسية عبر اللاسلكي!
لكن تبيّن لاحقاً أن العناصر الـ13 نجوا جميعاً، ولم يقتلهم جيش بوتين، حتى أن السلطات الأوكرانية اضطرت للاعتراف بذلك لاحقاً
هذه الكذبة تفصيل صغير في الحرب الإعلامية الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، في زمن لم يعد فيه الإعلام وسيلة لنشر الأخبار، بل وسيلة لإدارة الصراع!
روسيا تكسب على الأرض.. وأوكرانيا تكسب في الفضاء الإعلامي، ومعها الغرب بكل سطوته التكنولوجية
سياسة «تكميم أفواه» وسائل الإعلام الروسية.. شركات التكنولوجيا العملاقة تشارك في الحرب، وتحظر أو تقيد الوصول إلى القنوات التابعة للحكومة الروسية..
هذا ما فعله «يوتيوب» و«فيسبوك» و«غوغل» مثلاً
موقع تويتر وضع علامة خاصة على المحتوى الإعلامي المرتبط بالحكومة الروسية
في المقابل سمح عمالقة تكنولوجيا الغرب بنشر فيديوهات وأفلام وتقارير غير موثوقة، وتبين لاحقاً أنها مزيفة حول حالات الذعر بين مدنيي أوكرانيا أو أسرى روس أو آليات روسية مدمرة!
تابعونا عبر فيسبوك
حملة تضليل ضخمة يقودها الغرب ضد روسيا، تبلغ نفقاتها اليومية 12.5 مليون دولار، وفقاً لرابطة أمن الإنترنت في روسيا.
روسيا تحاول بالمتاح صد الهجوم الإعلامي الغربي.. أغلقت قنوات «بي بي سي» البريطانية و«صوت أمريكا» و«دويتشه فيليه» الألمانية.. وحظرت «فيسبوك»
مجلس الدوما الروسي أقر عقوبات صارمة على نشر أخبار كاذبة بشأن الجيش الروسي
الكرملين أيضاً يحجب عن جمهوره أية رواية أخرى لا تتوافق مع الرواية الرسمية لمجريات الحرب..
هذه حال الحروب!
حتى أكثر وسائل الإعلام موضوعية تقع في «فخّ الأكاذيب»
لكن من حظ روسيا السيء أن الحرب على السوشال ميديا هذه الأيام تكاد توازي الحرب العسكرية فعالية، وتؤثر في مجريات المعركة..
حرب مفعمة بالتقنيات العظمى وقدرة التكنولوجيا الرقمية على صناعة محتوى وبثه وغرسه في عقول المستهدفين، بل وتطويعه ليتوافق مع المصالح والغايات.
فمن ينتصر.. الأرتال العسكرية الروسية أم «الميديا الغربية»؟
شاهد أيضاً: الصواريخ الروسية تصل حدود بولندا.. «الناتو» يتحسس رأسه!