إصرار أوروبي على استمرار الحرب في سوريا.. والسبب؟!
يبدو أن أمريكا وأوروبا وعدد من الدول العربية “تورطت” في إعلان “الحرب الكونية” على سوريا منذ عام 2011، الهادفة لـ”إسقاط رموز السلطة” في سوريا، وفقاً لمحللين سياسيين.
وأضاف المحللون، أن “المعارضة السورية” جاهرت بـ”استعدادها للتفاوض مع القاصي والداني والصديق والعدو، في سبيل تحقيق أهدافها”.
وأشار المحللون في هذا السياق، أن “المعارضة قامت بشكل سري بعلاج بعض عناصرها المسلحة في مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي”، في خطوة رآها المحللون بأنه “استعداد ضمني من المعارضة السورية لإجراء تسوية سلام مع إسرائيل”.
المحللون وجدوا أن “الرياح جرت بما لا تشتهيه أمريكا وحلفائها وانتصر الرئيس السوي بشار الأسد، بدعم من حلفائه في الميدان، وتغيّرت الأمور وعادت سوريا منتصرة إلى مقعدها في الجامعة العربية”.
وأضاف المحللون، أن “أمريكا والدول الأوروبية لم يستطيعوا تجرُّع هذا الانتصار الذي أفشل مخططاتهم، فقرروا الانتقال إلى الخطط البديلة. فانتشرت القوات الأمريكية حول منابع النفط في شرق الفرات؛ ودربت (قسد) وسلّحتهم واعتقلت المسلحين الأجانب في السجون، وأنشأت قواعد عسكرية على الحدود السورية العراقية المشتركة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأما أوروبا التي تتصرف وفقًا للأجندة الأمريكية، فبدأت بالضغط على الحكومات العربية لتجنيس النازحين السوريين في مناطق تواجدهم للانقلاب مستقبلاً على الحكومة السورية، ولمنع انتقالهم إلى أوروبا لأسباب عنصرية بحتة، بحسب ما قاله محللون.
وطالب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل يوم الخميس الماضي خلال “مؤتمر دعم سوريا والمنطقة في بروكسل”، بعدم استغلال قضية وجود اللاجئين السوريين في بعض الدول لأغراض سياسية.
وأكد بوريل، أن “الاتحاد الأوروبي سيعمل على مواصلة دعمه للشعب السوري وللدول التي تستضيف لاجئين”، مشيراً إلى أنّه “يجب بذل كل الجهود الممكنة لإيجاد حل للأزمة السورية”، ومؤكداً أنّ “الاتحاد لن يختار مسار التطبيع مع الحكومة السورية”، حيث اعتبر أنّ “الظروف غير متاحة لتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا”.
وقد أعلن الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس الماضي أيضاً، “عدم تأييده لجهود تطبيع العلاقات بين سوريا والدول العربية وتركيا”.
وأشار مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، في كلمته أمام “مؤتمر دعم سوريا” الخميس الماضي في بروكسل الى أن “هناك حدثاً مهماً جداً جرى في 7 أيار الماضي، عندما قرّرت الجامعة العربية إعادة ضم سوريا إلى قاعاتها”.
وقال: “هناك محاولات للعمل على علاقات طبيعية بين الدول العربية والحكومة في سوريا، ويتابع الاتحاد الأوروبي جهود تركيا فيما يتعلق بالعلاقات مع الحكومة السورية”، مستكملاً “تلك ليست الطريق التي كانت لتسلكها الدول الأوروبية في علاقاتها مع سوريا”.
وأكد، “مواصلة الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الحكومة السورية”، مشيراً إلى أن “الظروف الآن في الاتحاد الأوروبي ليست مواتية لتغيير سياساته تجاه سوريا”.
الاعتراف الأوروبي بأن عودة دمشق إلى موقعها الطبيعي في الجامعة والمحيط الإقليمي، قابله تعنت وامتناع عن اللحاق بالركب، بسبب ما وصفه محللون بأنه ” عنصرية الجانب الأوروبي حول عودة العناصر المسلحة إلى بلادهم في أوروبا والدول الأخرى”.
وأشار محللون، أن “أوروبا سهلت السبل ووفرت الدعم المادي واللوجستي لجميع المسلحين الأجانب، وغير المندمجين في المجتمع الأوروبي وحتى أفرجت عن المسجونين للالتحاق بالقتال في سوريا لتنفيذ المشروع. وقد ارتكب هؤلاء جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري من خلال الإنغماسيين في معظم المناطق السورية”.
وختم المحللون الحديث، بأنه على “أمريكا والدول الأوروبية أن يتيقنوا، بأن ما فشلوا في تحقيقه عسكرياً طوال أكثر من عقد من الزمن، لن يستطيعوا تحقيقه سياسياً في عشرات العقود”.
شاهد أيضاً : البيان الختامي لاجتماع أستانا.. ماذا في التفاصيل ؟!