عادة جديدة يستعين بها السوريين للتحايل على غلاء الملابس
نور ملحم
تتبادل وفاء مع أختها صفاء، وهما من سكان جديدة عرطوز ألبسة أطفالها، فشراء ألبسة جديدة أو مستعملة أصبح أمراً مرهقاً ومكلفاً نتيجة ارتفاع الأسعار 10 أضعاف في ظل ظروف معيشية صعبة جداً طالت كافة مناحي الحياة.
تقول الثلاثينية وهي أم لثلاثة أطفال “لكيو بزنس” جمعت ملابس أطفالي التي أصبحت صغيرة عليهم وأعطيتها لأختي التي لديها طفلين أحدهم لم يتجاوز العام ، حيث احتفظت بملابسه كما تجري العادة عند أغلب النساء.
تضيف: “تكلفة أقل كنزة وبنطال لابني لا تقل عن 300 ألف ليرة سورية، فملابس الأطفال أصبحت مكلفة جداً وتقارب بتكاليفها تكاليف معيشة كاملة”.
ولا يختلف الأمر عند شيرين معلمة مدرسة وأختها حلا صيدلانية فهما أيضاً اعتادتا على تبادل الملابس وأحياناً شراء قطعة مشتركة لكلاهما.
تقول “شيرين” لكيو بزنس “أصبحت الأوضاع الاقتصادية أصعب عن ذي قبل، نتساعد سوية، وأحياناً نذهب إلى البالة في منطقة القنوات ونشتري القطعة ذاتها ونتقاسم سعرها فيما بيننا، أو العكس، أنا أشتري قطعة وريهام تشتري أخرى تحظى بإعجابنا سوية لنستطيع تنسيقها مع بقية ملابسنا”.
تابعونا عبر الفيسبوك
ولم تبد أم منذر (40 عاماً) حرجاً وهي تتكلم عن شراء ألبسة لأسرتها من سوق البالة، فيما كان سابقا يشعر البعض منهم بالحرج وهو يشتري من هذا السوق ، وعبرت عن سرورها بوجود أشياء أعجبتها بهذا السوق.
وقالت جئت مع ابنتي وابني لشراء بعض الملابس القطنية، لأن الحر يشتد والأولاد بحاجة ماسة لتلك الملابس، مؤكدة وهي تتبسم، “لم أحاول الذهاب إلى محلات الألبسة الجديدة، كي لا أصاب بالصدمة من شدة غلاء أسعار تلك الثياب.
ومع اقتراب عيد الاضحى المبارك ،بدأت بعض المحال في العاصمة دمشق بعرض موديلات جديدة للملابس، ولكن بأسعار فلكية رغم كل المحاولات من الجكومة السورية لمنع الغلاء، لا تزال أسعار المواد في سوريا تأخذ منحا تصاعديا، إضافة لعدم القدرة على ضبط الأسعار في الأسواق.
في إطار هذا الارتفاع الهائل ، يشير عضو “غرفة صناعة دمشق وريفها” أيمن الموالي في تصريح لـ “كيو بزنس” أن تكاليف الإنتاج ارتفعت ضعفين كأقل تقدير، بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات وسعر الصرف لعدة مرات خلال العام الحالي، لافتاً إلى أن الصناعات النسيجية كغيرها من الصناعات ترتبط بمدى القدرة على تصريف البضائع التي تسوء حتمًا بسبب انخفاض دخل المواطن.
ويتابع: “لاحظنا أن أولويات المواطن بدأت تتغير وفقاً لتغيرات الأسعار وتغيرات الدخل، فنجد أن الانفاق في معظمه يتركز حول السلع الاستهلاكية لا سيما على المواد الغذائية”.
شاهد أيضاً: مليونين ونصف.. سعر الأضاحي يحّلق قبل العيد