مساعٍ أمريكية يائسة لمنافسة بكين في مجال التعدين
حققت الصين تقدماً كبيراً في التعدين والتكرير ومعالجة عدد من هذه القضايا، وهذا سبّب قلق الولايات المتحدة الأمريكية، وأثار مخاوف من اختناقات في سلسلة التوريد، بحسب مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية.
وذكرت المجلة في تقرير بعنوان “وضع المعادن الاستراتيجية الأمريكية حرج” محاولات واشنطن “اليائسة” للتنويع في مصادر المعادن، بعيداً عن بكين، ضمن جهودها المتعثرة لبدء صناعتها المحلية.
تابعنا عبر فيسبوك
وتسبّب تركيز واشنطن على سدّ نقاط الضعف الاستراتيجية، وسط تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين بإعادة إشعال جهود الولايات المتحدة للسيطرة على المواد الحاسمة، وهي المعادن ذات الأهمية الكبرى.
وتحدّث التقرير أنّها ليست مجرد معادن نادرة، فهي تستخدم في جميع المجالات، من الطاقة النظيفة إلى الطائرات السريعة.
ووفقاً للتقرير، تمّ قطع غابات بأكملها، عبر تشريعات تهدف إلى دفع الولايات المتحدة إلى الوصول الى المعادن النادرة، من دون جدوى تذكَر حتى الآن.
كما جاء في التقرير أنّ “سباق المعادن الحاسمة يدور الآن حول أمور أبسط، مثل الكوبالت والنيكل والنحاس، ونحو عشرين مكوناً رئيساً آخر، لكل ما هو مطلوب لجعل البلاد أكثر أماناً ونظافة وازدهاراً”.
وبدوره، كبير مستشاري البيت الأبيض للطاقة النظيفة جون بوديستا، حذّر من خطورة هذا الأمر، قائلاً إنّه “بصراحة تامة، نحن في وضع ضعيف”.
تابعنا عبر فيسبوك
وأضاف بوديستا أنّ الصين “لديها القدرة على استخدام سيطرتها على المصادر لإقفال سلاسل التوريد، واحتجاز قرارات الحكومات كرهائن سياسية”.
وتحاول أمريكا التنويع بعيداً عن بكين، حيث يكثف المشرعون الأمريكيون جهودهم لبدء قطاع محلي، لكن المحاولات كانت يائسة بسبب مواجهة مخاوف بيئية واجتماعية منذ فترة طويلة، وتقلّصاً في جهود البحث.
ووفقاً لتقرير معهد “أسبن” الصادر هذا الشهر، ستحتاج واشنطن أيضاً إلى توحيد قواها مع مجموعة أوسع من الدول، من أجل ضمان نجاح هذه القفزة.
وبحلول عام 2050، قد تكون هناك حاجة إلى مليارات الأطنان من المعادن، مثل الليثيوم لتشغيل ثورة الطاقة النظيفة، وفقاً للبنك الدولي.
وفي حين يمكن الحصول على هذه المعادن المهمة من الرواسب الغنية في جميع أنحاء العالم، يتمّ تكريرها ومعالجتها إلى حدّ كبير في الصين.
وفي الفترة الأخيرة، قدّم أعضاء مجلس الشيوخ، ميت رومني ودان سوليفان وجاري بيترز، تشريعات هذا الشهر لإنشاء استراتيجية مهمة للمعادن، من شأنها تقليل اعتماد واشنطن على الصين.
وصرّح مدير معهد “باين” في كلية كولورادو للمناجم أنّ “النظام السياسي بأكمله مأخوذ بحقيقة، مفادها أن الصين تهيمن على المساحة الكلية، وأصبحت واحدة من المجالات الوحيدة للاتفاق بين الحزبين تقريباً”.
وأشار التقرير إلى أنّ الشركات الصينية موّلت جزئياً أو كلياً، الأغلبية العظمى من المناجم في الكونغو، وأقصى ما قطعته واشنطن هو توقيع مذكرة تفاهم مع كينشاسا، بشأن سلاسل قيمة البطاريات.
شاهد أيضاً الاحتجاجات تضرب قطاع السياحة في فرنسا ؟!