ولي العهد السعودي لأمريكا: نعم للاستثمار في سوريا ؟!
يوم السابع من حزيران الفائت التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وبحث الجانبان قضايا عدّة كان أبرزها الملف السوري، إضافة لملف التطبيع بين المملكة و”إسرائيل”.
لكن هدف اللقاء الأول كان تحسين العلاقات السعودية – الأمريكية، التي لم تعد بعد إلى ما كانت عليه قبل عام 2018، إثر اتهامات واشنطن لبن سلمان بـ”الوقوف خلف اغتيال الصحافي جمال خاشقجي”.
وكان السفير السعودي في الرياض مايكل راتني قد لفت إلى أن بن سلمان يمكنه أن يتعايش مع انتقادات أمريكية للسياسات السعودية، لكنه لن يتسامح مع انتقاده شخصياً لأنه يرى في ذلك “محاولة لتدمير صورته”، لافتاً إلى أن الهجوم على بن سلمان سيعيق تحسين العلاقات بين واشنطن والرياض، ناصحاً بضرورة تغيير أسلوب التخاطب مع ولي العهد.
إذ جرت العادة أن يكون الموفدون الأمريكيون شديدي التحفظ لدى إجراء مباحثات مع أي حاكم سعودي، مع عدم الغوص في القضايا التي يريدون طرحها، والاستعاضة عن ذلك ببحث التفاصيل مع الوزراء والمستشارين.
تابعونا عبر فيسبوك
أتى بلينكن إلى السعودية متبنياً لتوصيات سفيره. في لقائه مع بن سلمان، ناقش القضايا بوضوح. واطّلع موقع TheCradle على جزء من مضمون تلك المباحثات، ومن بينها الاحتجاج الأمريكي على تحسين العلاقات بين الرياض ودمشق.
وشدد بن سلمان في هذا السياق أن الاستثمارات السعودية المستقبلية في سوريا. قائلاً لبلينكن إن “الحرب التي كانت تهدف إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد انتهت. وأنتم تعرفون توجهنا إلى ضمان الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة. ونحن مستعدون للاستثمار في سوريا لنثبت للشعب السوري من هي الجهات التي تؤمّن مصالحه وازدهار بلاده”.
وأضاف بن سلمان، أن “هذا الأمر مفيد للاستقرار الإقليمي، كونه سيؤدي إلى إضعاف القوى غير العربية في سوريا”.
وتشير مصادر مطلعة على مضمون اللقاءات السعودية – الأمريكية إلى أن المسؤولين السعوديين لم يعودوا يستخدمون في لقاءاتهم خطاباً معادياً لإيران، منذ توقيع اتفاقية بكين في العاشر من آذار 2023.
الوزير الأمريكي كرر أن بلاده، تصرّ على أن “أي انفتاح على الحكومة السورية يعني منحها صك براءة من كل ما ارتكبته، ويقوي موقف إيران في سوريا، لأن الانفتاح على دمشق من دون حل سياسي يجعل الحكومة السورية، ومن خلفه إيران وروسيا، أكثر تصلباً في مواجهة معارضيه”.
خلاصة الأمر أن واشنطن ستواصل سعيها إلى “تشديد الحصار على سوريا لمنع حكومتها من بسط سلطتها على كامل أراضيها، ولعرقلة إعادة إعمار ما هدّمته الحرب، أو لإجبار دمشق على تغيير تموضعها الإستراتيجي، بما يضمن للولايات المتحدة أن تحصّل في السلم ما لم تحصّله بالقوة المسلّحة التي أدارتها في سوريا منذ عام 2011”.
لكن، يبدو أن المساعي الأميركية لم تلتقِ مع طموحات محمد بن سلمان ورؤيته لمصالح نظامه، خصوصاً في ظل التغيرات التي يشهدها العالم والإقليم، ولكن ذلك لا يعني تمرّداً سعودياً على القرار الأمريكي.
شاهد أيضاً : في الجولان.. مناورات واسعة لجيش الاحتلال رفقة الجيش الأمريكي