آخر الاخباررئيسيمحليات

التسعير بالدولار .. الفروج يخرج من حسابات السوريين في الحسكة ؟!

بعد أن كانت الوجبة الغذائية البديلة عن اللحوم الحمراء لدى أهالي محافظة الحسكة والتي يلجؤون إليها في العموم أثناء المناسبات وأيام التجمعات، بدأت مادة الفروج تخرج من حساباتهم أولاً بأول، في ظل الارتفاع شبه اليومي على أسعارها مؤخراً، والسبب الرئيسي لذلك والذي طالما يتحدث به التجار وأصحاب المداجن هو ارتفاع قيم صرف العملة الأجنبية مقابل الليرة السورية.

تابعونا عبر الفيسبوك

وفي جولة لـ”كيو بزنس” على أسواق الحسكة، وجدت أنه خلال الأسبوع الحالي لامس سعر الفروج الحي في مختلف أرجاء المحافظة سقفاً جديداً، ليتراوح سعر الكيلوغرام منه ما بين 17-18 ألف ليرة سورية، وما رافق ذلك من زيادة واضحة في أسعار الفروج المذبوح المنظف أو الفروج المقطع في ظل توقعات باستمرار الارتفاع السعري له خلال الأيام القادمة.

أسباب كثيرة أدت إلى ارتفاع أسعار الفروج يعزوها البائع محمد السعيد في حي مشيرفة إلى أن الارتفاع يحدده التجار وأصحاب المداجن، إلا أنه مرتبط بالمقام الأول بعدم استقرار أسعار صرف العملة الأجنبية مقابل الليرة السورية، حيث يضطر التاجر إلى شراء مادة الفروج والبيض القادم من شمال العراق أو من مناطق ريف إدلب بهذه العملة كما يربط أصحاب المداجن عمليات إنتاج وتغذية وتأمين الدواء بالعملة الأجنبية، وبالتالي فإن بيع إنتاجها يتم وفق هذا المعيار .

ويشير البائع محمد إلى أن الارتفاع المستمر في أسعار الفروج الحي أدى إلى تراجع إقبال الأهالي على الشراء، حيث تكاد تقتصر حركة المبيع الجيد على أيام الجمع فيما تكون الحركة خفيفة باقي أيام الأسبوع، وهو ما يلحق الأضرار والخسائر الكبيرة بحق أصحاب المحال، فاستمرار وجود الفروج الحي ضمن المحال لعدة أيام يؤدي إلى انخفاض وزنه أو نفوقه نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.

سبب آخر يوضحه البائع عطية السالم، أن الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم الحمراء، كلحوم الأغنام والعجول ووصولها إلى سعر يقارب 60 ألف ليرة سورية للكيلوغرام، أدى إلى زيادة الطلب على لحوم الفروج الرخيصة نسبياً مقارنة بها، إذ تقارب أسعار كمية 3 كيلوغرام من الفروج الحي كيلوغرام من مادة اللحوم الحمراء، إضافة إلى أن انتشار بعض الأمراض في مداجن محافظتي الحسكة والرقة أدى إلى نفوق كميات كبيرة من الفروج وتراجع حجم الكميات التي كانت تورد إلى الأسواق بشكل يومي.

ويشير البائع عطية إلى أنه من المتوقع استمرار ارتفاع أسعار الفروج نتيجة عدم معالجة أسباب الارتفاع، ما سيؤدي إلى حرمان الكثير من الأهالي من هذه المادة الغذائية ولجوؤهم إلى شراء الفروج المذبوح والمقطع وفق كميات تتوافق وحالتهم المادية.

يشار إلى أن قطاع الدواجن في محافظة الحسكة تضرر بشكل كبير خلال سنوات الحرب، إذ خرجت منشأة الدواجن عن الخدمة منذ أعوام بعد دخول المجموعات المسلحة إليها ومن استيلاء “قسد” عليها، والتي كانت توفر كامل حاجة المحافظة من لحوم الفروج والدجاج والبيض، فيما تعرضت غالبية المداجن الخاصة في المنطقتين الجنوبية والشرقية للتدمير إبان تواجد “تنظيم الدولة ” في المنطقة وتخلى الكثير من المربين عن هذه المهنة نتيجة أسباب عدة، أهمها عدم توفر المادة العلفية والأدوية واضطرارهم إلى شرائها من الأسواق المحلية بالعملة الأجنبية.

شاهد أيضاً «ملوخية في حاضنة مشفى بسوريا».. ما حقيقة ذلك ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى