وفد وزاري إلى دمشق.. لبنان يتـ.ـحدى الغرب لحل ملف اللاجئين ؟!
في ظل العراقيل التي تضعها الدول الغربية في طريق إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، يستعد لبنان لتشكيل وفد وزاري لزيارة دمشق للبحث حول هذه القضية مع الحكومة السورية.
وأبلغ وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، القائم بأعمال السفارة السورية في لبنان، علي دغمان، برغبة الحكومة تشكيل وفد من الوزارة لزيارة دمشق لبحث جملة من القضايا المشتركة، ومنها قضية النازحين السوريين في لبنان.
ويأتي التوجه اللبناني، في ظل إدانـ.ـة بيروت لقرار البرلمان الأوروبي الصادر في 12 تموز الجاري، الذي ينص على استمرار دعم بقاء النازحين السوريين في لبنان.
وطرح البعض تساؤلات عن أسباب عرقلـ.ـة أوروبا إعادة النازحين، وإمكانية أن تنجح الحكومة اللبنانية في إنهاء هذا الملف، الذي يشكل أزمة سياسية، ويزيد من الأعباء الاقتصادية على بيروت.
المسعى الغربي، وضمنه الأوروبي، لاستمرار الضـ.ـغط الاقتصادي والمعيشي على الشعب السوري، سواء كان داخل الأراضي السورية أم خارجها، هو مسعى واضح المعالم ومقروء، ويقدم الغرب دليلاً جديداً عليه كل يوم، وفق ما قاله مراقبون.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف محللون، أنه بصورة عامة، ينتـ.ـهك الاتحاد الاوروبي سيادة كل من سوريا ولبنان معاً عبر إصداره قراراً يدعم الإبقاء على النازحين السوريين في لبنان، رغم أن التفاهم حول الملف ما بين البلدين، أمر متيسر وفي متناول اليد.
وأوضح المحللون، أنه “يفعل ذلك سعياً لحرمان الدولة السورية من المساعدات التي قد تقدمها الدول والمنظمات الإنسانية في إطار مشاريع الإنعاش المبكر، وبالتالي يسعى لاستدامة الوضع الراهن المتمثل بوجود دمـ.ـار واسع في البنى التحتية السورية، وباليد الأخرى استمرار معـ.ـاناة اللاجئين في المخيمات”.
كما أن العامل الذي قد لا يقل خطورة والمتعلق بلبنان بالدرجة الأولى، وفقاً ما أشار إليه المحللون، هو أن “تتسبب الإقامة الطويلة للاجئين على أرض لبنان إلى تحولهم إلى “مواطني أمر واقع”، وفي ظل تراخي الالتزام الغربي بتقديم الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين، سيتحول هؤلاء إلى عـ.ـبء على الاقتصاد اللبناني المتأزم أصلاً”.
ويرى المحللون أنه “في الوقت الذي يتراجع فيه التزام الدول المانحة الغربية بتقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين إلى العشر تقريباً، تصر هذه الدول على عدم عودة اللاجئين، الأمر الذي يفضح بصورة كاملة المتاجرة الغربية بالورقة الإنسانية في إطار المساومة السياسية، ولو كان ذلك على حساب استمرار تـ.ـشريد اللاجئين خارج أوطانهم، واستدامة معـ.ـاناتهم المعيشية والإنسانية المؤلـ.ـمة في مخيمات اللجوء”.
وأدان وزير الخارجية اللبناني، عبد االله بو حبيب، الأربعاء، قرار البرلمان الأوروبي الصادر، في تموز الجاري، الذي ينص على استمرار دعم بقاء النازحين السوريين في لبنان.
وأكد الوزير اللبناني على “ضرورة إطلاق حوار بنّاء وشامل بين لبنان والاتحاد الأوروبي حول كل الملفات، وبالأخص ملف النزوح السوري”.
وأوضح أن “هذا الملف بدأ يشكل تهـ.ـديداً ليس فقط على التركيبة الاجتماعية اللبنانية والاستقرار الاقتصادي، بل أيضاً على استمرار وجود لبنان ككيـ.ـان”، حسب وصفه.
وأشار الوزير إلى تمسك لبنان بحقوقه ومسؤولياته في تسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم.
يشار إلى أنه في العام الماضي 2022، بلغ عدد النازحين السوريين العائدين طوعاً إلى سوريا 43254 نازحاً، وذلك بعد استئناف عملية العودة، والتي كانت قد توقفت لمدة 3 سنوات نتيجة الحـ.ـجر الصحي الذي فرضته جائـ.ـحة “كـ.ــ.ـورونا” المستجد.
شاهد أيضاً : وزير الخارجية الأردني في قطر.. ما علاقة سوريا ؟!