مياه الفرات الراكدة.. من يطلق الرصاصة الأولى في الشرق السوري ؟!
يوماً بعد يوم تزداد التوترات على جبهة ريف دير الزور، مع استمرار تحشيد جميع الأطراف العسكرية الموجودة في المنطقة، ما ينذر بمعركة كبرى قد تحدد وجه منطقة الفرات السورية للفترة القادمة وربما لا يحتاج الأمر سوى انطلاق الشرارة أو الطلقة الأولى التي ستشعل المنطقة.
سيناريوهات عدة تهدد المنطقة في حال نشوب الحرب ربما أقربها إلى الواقع هو الإطاحة بـ”الحلم الكردي” بإقامة دولة كردية ونهاية “قسد” على ضفاف الفرات، مترافق مع انسحاب أمريكي من سوريا على وقع الخسائر الكبيرة المتوقع حدوثها في صفوفهم.
وبدأ التوتر على ضفاف الفرات مع نقل قوات “قسد” مقاتلين من “الأسايش”، من القامشلي والحسكة والطبقة والرقة ومنبج باتجاه ريف دير الزور الشرقي، بالقرب من القواعد الأمريكية، تليها تعزيزات ضخمة للقوات الأمريكية على مدى أسبوع.
وأفادت مصادر محلية لـ”كيو ستريت”، أن القوات الأمريكية نقلت التعزيزات إلى قاعدتي معمل كونيكو بريف دير الزور الشمالي الشرقي وقرية الخضراء جنوب حقل العمر بريف دير الزور الشرقي، وهي قواعد لقوات متعددة الجنسيات “فرنسية بريطانية أمريكية”، حيث تم نقلها من شمال العراق عبر معبر الوليد.
تابعونا عبر فيسبوك
ومع وصول التعزيزات خرجت التكهنات والتقارير الإعلامية، لتخمّن بعملية عسكرية ضد مناطق الجيش السوري إما باتجاه القرى السبع التي يسيطر عليها الجيش السوري بريف دير الزور شرق الفرات، أو باتجاه مدينة البو كمال.
ولكن مع وصول التعزيزات بدأ يظهر انقسام داخلي ضمن “قسد” حيث عقد مظلوم عبدي اجتماع لـ”قادة المجالس العسكرية” تغيّب عنه أحمد الخبيل أبو خولة قائد “مجلس دير الزور العسكري”، ليتم تسريب معلومات عن إصدار من قِبل عبدي بعزل أبو خولة، الأخير ردّ بتسجيل صوتي لقيادته وعناصره يدعوهم به للنفير العام لما سماه “خيانة”.
وأشارت المصادر، إلى أن “الأمريكيون لم يتدخلوا و اتخذوا موقف المتفرج على عملائهم و على التوتر الحاصل بالقرب من قواعدهم، حيث كلا الطرفين منتشر ومستعد والجميع ينتظر دعمهم، وكثّف الأمريكيون تحليق طيرانهم المروحي ومرافقة كل الأرتال والدوريات الأمريكية بريف دير الزور الشرقي والشرقي الشمالي وريف الحسكة الجنوبي والشمالي”.
على الضفة الأخرى من الفرات، عزز الجيش السوري مواقعه مع الحلفاء والقوات الرديفة على طول نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي المقابل لمناطق انتشار “قسد” والقوات الامريكية، وعزّز موقعه بالقرى السبعة وتجهّز بشكل جيد لأي هجوم مُحتمل دون النية بالمبادرة بهجوم.
التعزيزات بحسب مصادر محلية كانت كبيرة ونوعية فيما لم تغب التحركات الروسية عن المشهد.
وفي سياق متصل استنفرت العشائر بمناطق تواجد الجيش السوري حيث عُقدت عدة اجتماعات لشيوخ العشائر دعت بها الشباب وأبناء المنطقة للاستعداد.
حتى في السماء لم يكن الوضع مُريحا حيث كان هناك تحرشات من الطيران الأمريكي والروسي واتهامات متبادلة بين الطرفان حيث أكّد مسؤولي الطرفان الروسي والأمريكي أن قواتهم مستعدة للدفاع عن نفسها.
كل التطورات المدنية بالبر والجو توحي بحدوث صدام بين كل الأطراف الموجودة على ضفاف الفرات، ومن الممكن حدوث عمل عسكري محدود او موسّع يرسم خرائط سيطرة جديدة، أو تكون الدبلوماسية سيدة الموقف وتحل كل الأمور بالسياسة والمفاوضات وتنهي التوتر العسكري، ويبقى السؤال من سيطلق الرصاصة الأولى بدير الزور؟!.
شاهد أيضاً : “جيش سورية الحرّة”.. خسّة وكبرت!