لماذا ضاعفت أمريكا عدد جنودها في سوريا ؟!
نشرت صحيفة “فزغلياد” تقريراً تناول التوتر الروسي الأمريكي في سوريا، جاء فيه أن الولايات المتحدة نقلت معدات عسكرية ولوجستية كانت موجودة داخل العراق إلى قواعدها في سوريا.
وبحسب الصحيفة فإن قوافل عسكرية أمريكية قادمة من العراق عبرت منفذ الوليد الحدودي ودخلت محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، حيث ضمت مدرعات عسكرية وعدداً كبيراً من الجنود الأمريكيين.
عدد الجنود الأمريكيين في سوريا ارتفع من 500 جندي إلى 1500 منذ 15 تموز الجاري.
ووفق فزغلياد، فإن جزءاً من تلك القوات يتولى مهمة تدريب المقاتلين الأكراد من قوات سوريا الديمقراطية، في حين يتولى جزء آخر حماية المطارات وحقول النفط والغاز في الحسكة ومحافظة دير الزور المجاورة.
ويشير مُعِد التقرير رافائيل فخروتدينوف إلى أن تعزيز واشنطن وجودها العسكري في سوريا يأتي في إطار تصاعد الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا في المنطقة.
كما يشير إلى أن الخبراء يرون أن حشد مزيد من القوات الأمريكية في سوريا يأتي في إطار رغبة واشنطن في الضغط على موسكو.
تابعونا عبر فيسبوك
ووفق التقرير، فقد كشف العميد أوليغ غورينوف، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سوريا، عن اقتراب طائرة مسيرة تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بشكل خطير من طائرات القوات الجوية الروسية في منطقة الباب.
وقال العميد الروسي إن الطيارين الروس تعاملوا مع الوضع باحترافية واتخذوا الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب لمنع الاصطدام بالطائرة المسيرة.
وعن أسباب تصاعد التوتر بين الطرفين الأمريكي والروسي في الساحة السورية، نقل الكاتب عن كيريل سيمينوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، قوله “بشكل عام، تخشى الولايات المتحدة الهجمات المجهولة على المنشآت العسكرية الأمريكية في سوريا، غير أنني أرى الزيادة (في الجنود الأميركيين) بمقدار 3 أضعاف في وحدة تدريب المقاتلين الأكراد غير ضرورية”.
بدوره، يقيِّم فلاديمير فاسيليف، كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الوضع بشكل مختلف، فيقول “الولايات المتحدة تحارب على عدة جبهات، وفي الوقت الراهن، تنظم هجمات على روسيا بأيدي الأوكرانيين. ولكن إذا استمر الفشل على هذه الجبهة، واستمرت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في التدهور ولم يأت الهجوم المضاد بأي نتيجة، فإن أمريكا قد تلجأ إلى خطة احتياطية تتعلق بسوريا”.
ويتابع الباحث الروسي “يبدو أن واشنطن قررت العودة إلى الساحة السورية بعد تمرد بريغوجين، وتتوقع تصعيد الوضع في سـوريا، مما يجبر القوات المسلحة الروسية على التدخل. إضافة إلى أن إدارة بايدن تحتاج إلى تحقيق بعض الانتصارات قبل الانتخابات” الرئاسية الأمريكية.
لكن الخبير الروسي مالك دوداكوف لديه وجهة نظر مخالفة لما سبق، إذ يرى أن واشنطن لا تسعى للضغط على موسكو في سـوريا، ويشير إلى أن هناك أصواتا في إدارتي كل من بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب ما فتئت تنادي بانسحاب القوات الأمريكية من سـوريا.
ويرى دوداكوف أن نشوب أي اشتباكات بين القوات الأمريكية والروسية في سـوريا إذا حدث فسيكون من قبيل الصدفة، ويستبعد احتمال تخطيط الولايات المتحدة عمدا لاستفزاز روسيا في بلد استراتيجي مثل سـوريا.
شاهد أيضاً: خطة تركية لإعادة مليون لاجئ سوري.. ما هي تفاصيلها ؟!