بايدن يستعد لصفقة كبرى في الشرق الأوسط ؟!
يتصـ.ـارع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع ما إذا كان سيواصل السعي لإمكانية التوصل إلى اتفاق أمني مشترك بين الولايات المتحدة والسعودية يتضمن تطبيع السعودية للعلاقات مع “إسرائيل”، شريطة أن تقدم “إسرائيل” تنازلات للفلسـ.ـطينيين تحافظ على إمكانية حل الدولتين.
وبعد مناقشات في الأيام القليلة الماضية بين بايدن ومستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان ووزير الخارجية أنطوني بلينكين وبريت ماكغورك المسؤول الكبير في البيت الأبيض، الذي يتعامل مع سياسة الشرق الأوسط، أرسل بايدن كل من سوليفان وماكغورك إلى السعودية، حيث وصلوا صباح الخميس، لاستكشاف إمكانية وجود نوع من التفاهم بين الولايات المتحدة والسعودية و”الإسرائيليين” والفلسـ.ـطينيين.
ولم يتخذ بايدنا قراراً بشأن المضي قدمًا في الصفقة بعد، لكنه أعطى الضوء الأخضر لفريقه للتدقيق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمعرفة ما إذا كان نوع من الصفقة ممكناً وبأي ثمن.
لكن محللون يرون أنه سيكون إتمام مثل هذه الصفقة متعددة الجنسيات “مضيعة للوقت وصعباً ومعقداً”، حتى لو قرر بايدن نقلها إلى المستوى التالي من المفاوضات على الفور، لكن المحادثات الاستكشافية تمضي قدماً الآن وهي مهمة لسببين.
أولاً: الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والسعودية الذي ينتج عنه تطبيع العلاقات بين المملكة و”الدولة اليهودية” – مع تقليص العلاقات السعودية الصينية – من شأنه أن يغير وبشكل أكبر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، بالمقارنة مع معاهدة “كامب ديفيد”، لأن التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، وسيفتح الطريق للتطبيع بين “إسرائيل” والعالم الإسلامي بأسره، وسيكون “إرثاً مهماً” لسياسة بايدن الخارجية.
تابعونا عبر فيسبوك
ثانياً: إذا أقامت الولايات المتحدة تحالفاً أمنياً مع المملكة، فسيتعين على “تحالف نتنياهو” الحاكم المكون من اليهود والمتـ.ـطرفين الدينيين الإجابة على هذا السؤال: يمكنك ضم الضفة الغربية أو يمكنك الحصول على سلام مع المملكة والعالم الإسلامي بأسره، لكن لا يمكنك الحصول على كليهما، فماذا سيكون اختيارك؟
ولكن قبل أن يتم طرح مثل هذا الخيار – الضم أو التطبيع – أمام هذه “الحكومة الإسرائيلية المتطرفة”، يجب أن يوافق الكثير من الناس على الكثير من الأمور.
يسعى السعوديون إلى ثلاثة أشياء رئيسية من واشنطن: معاهدة أمنية متبادلة على مستوى الناتو، من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة إذا تعرضت للهجوم، وبرنامج نـ.ـووي مدني تشرف عليه الولايات المتحدة، والقدرة على شراء أسلـ.ـحة أمريكية أكثر تقدماً.
في المقابل من بين الأشياء التي تريدها الولايات المتحدة من السعوديين إنهاء القتـ.ـال في اليمن، حيث كان الصـ.ـراع يتضاءل بشكل محمود خلال العام الماضي، وقـ.ـيود كبيرة على العلاقات المتنامية بين السعودية والصين.
حيث لم تكن الولايات المتحدة مستمتعة بالتقارير التي صدرت العام الماضي عن أن المملكة كانت تفكر في قبول “الرنمينبي” الصيني لتسعير بعض مبيعات النفط إلى الصين بدلاً من الدولار الأمريكي.
بمرور الوقت، وبالنظر إلى النفوذ الاقتصادي للصين والمملكة، قد يكون لذلك تأثير سلبي للغاية على الدولار الأمريكي باعتباره العملة الأكثر أهمية في العالم لذلك يجب أن يتم إلغاء مثل هذه الخطوة.
ستكون هذه هي المرة الأولى التي توقع فيها الولايات المتحدة اتفاقية أمنية متبادلة مع حكومة غير ديمقراطية منذ أن فعل الرئيس دوايت أيزنهاور ذلك مع كوريا الجنوبية ما قبل الديمقراطية في عام 1953، وسيتطلب ذلك موافقة مجلس الشيوخ.
أعتقد أنه يمكن للسعوديين والأمريكيين المطالبة بأشياء من “نتنياهو” مقابل جائزة ضخمة مثل التطبيع والتجارة مع أهم دولة عربية إسلامية، كتقديم وعد رسمي بعدم ضم الضفة إطلاقاً، إضافة لوقف التوسع الاستيطاني في الضفة.
في المقابل، سيتعين على السلطة الفلسطينية أن تصادق على اتفاق التطبيع السعودي مع “إسرائيل”، فهي ليست في وضع يسمح لها بالدخول في محادثات مع “إسرائيل” اليوم، بحسب ما رآه محللون.
شاهد أيضاً : تركيا تستفز أمريكا في سوريا ؟!