“الشينغن” ممنوعة على الأتراك.. والاتحاد الأوروبي يرد ؟!
يواجه الأتراك بشكل متزايد معـ.ـوّقات في الحصول على تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي تحت أي بند كان، في وقت تطالب تركيا بتعبيد طريق انضمامها إلى الاتحاد، وتضغط من أجل إتمام الاتّفاق الجمركي مع دوله.
ورغم نفي دبلوماسيين أوروبيين اتّباع إجراءات خاصة بالأتراك، إلا أنهم لم يغفلوا الإشارة بلهجة هادئة إلى مخاوف جادة لناحية تزايد أعداد طالبي اللجوء إلى أوروبا بين المواطنين الأتراك، وبخاصة فئة الشباب، وهو السبب الذي تم تضمينه في معظم ردود الرفض التي تلقّاها طالبو “فيزا الشينغن” الأتراك.
كشفت حملات إلكترونية تركية عن وجود مئات، وربما آلاف الحالات لمحاضرين أتراك في جامعات أوروبية فشلوا في الحصول على تأشيرات دخول لعائلاتهم، أو جامعيين حاصلين على منح دراسية حال رفض منحهم التأشيرة دون مواصلة تحصيلهم العلمي والأكاديمي.
ويؤكد القائمين على الحملة الإلكترونية استقبال “رسائل من آلاف الأشخاص عانوا الظلم نفسه، ما أعطاهم دافعاً أكبر لمواصلة حملتهم”.
تابعونا عبر فيسبوك
في المقابل، عرضت حسابات تواصل اجتماعي تركية وأجنبية حالات استعـ.ـصاء جامعيين أتراك في دول أوروبية، حصلوا على منح دراسية من جامعاتها وتقدّمهم بطلبات لجوء رافضين العودة إلى تركيا مجدداً، كانت أشهرها قصة طالب لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر استغل فرصة وجوده في إيطاليا للمشاركة في فعالية طلابية لينتقل منها إلى ألمانيا ويتقدّم هناك بطلب لجوء، مستفيداً من استثناء طالبي اللجوء غير البالغين من شرط التقدّم في أول محطة أوروبية بحسب اتّفاقية دابلن.
لم تقتصر حالات الرفض على الأكاديميين والطلاب والاختصاصيين، بل طالت أيضاً المشاهير من الفنانين. في أيار الفائت، ألغيت حفلة للمغني التركي فولكان كوناك في ألمانيا، بسبب رفض السلطات الألمانية منح تأشيرة دخول للفنان الشعبي الذي عبّر عن غضبه عبر تغريدة، قال فيها “لم يعد بإمكاننا الحصول على تأشيرة دخول إلى أوروبا، لأننا بتنا نمنح الجنسية للوافدين إلى تركيا والذين لا نعرف ماهيتهم حتى”.
ويثير الإعلام التركي بشكل متزايد أزمة حصول الأتراك على تأشيرة الدخول الأوروبية، ويركّز الإعلام المعارض خاصة على المسألة كدلالة على فشل السياسات الحكومية التركية لجهة علاقات أنقرة مع نظيراتها الأوروبيات، والتعاطي مع ملف اللاجئين في تركيا ومنحهم جوازات السفر التركية بل وحتى حق المواطنة.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، فقد بلغت نسبة رفض منح “الشينغن” لـ 778000 طلب مقدّم من الأتراك 15% فقط في عام 2022، وهي أقل من النسبة العالمية المحددة بـ20%، لكنها لا تزال أعلى من السابق، إذ تشير إحصاءات ما قبل الجائحة إلى رفض 9.7% من 906 آلاف طلب مقدم في عام 2019.
في حزيران الفائت، ردّت السفارة الألمانية في أنقرة على التقارير الإعلامية التركية عن مواجهة المواطنين صعوبات في الحصول على موعد للتقدّم إلى فيزا “الشينغن” في السفارات الأوروبية عامة والألمانية خاصة، بإصدار بيان نفي تضمّن أرقاماً عن أعداد المتقدّمين وإحصاءات الحاصلين على “الشينغن” الألمانية.
ورفضت السفارة الأخبار التي تحدّثت عن ارتفاع حالات الرفض، قائلة إنها أصدرت في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري 100 ألف تأشيرة دخول لأتراك إلى أوروبا، قائلة: “تأشيرات الدخول التي تصدرها السفارة الألمانية في تركيا هي الأعلى رقماً مقارنة بسفاراتها في جميع أنحاء العالم”.
وسجّلت تركيا زيادة كبيرة في طلبات لجوء مواطنيها إلى دول الاتحاد الأوروبي. ووفقاً للأرقام الأوروبية، فقد بلغ عدد الأتراك المتقدّمين بطلبات لجوء في عام 2021 نحو 21000، وارتفع هذا الرقم إلى 42000 في عام 2022، ليحتل الأتراك المركز الثالث بعد السوريين والأفغـ.ـان بين الجنسيات الطالبة لحق اللجوء في الدول الأوروبية.
شاهد أيضاً : ما صحة سحب أموال المصارف العراقية الخاصة ؟