“أؤكّد أنه لا يوجد خوف من انقطاع المواد الضروريّة وستكون السوريّة للتجارة في خدمة ذوي الدّخل الأقل ضمن الإمكانيّات” بهذه الكلمات بشّر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم المواطنين بشأن الأسواق وارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان المبارك.
كلام الوزير لا يبدو أنه منسجماً مع الواقع الذي تعيشه الأسواق السورية من جهة وصالات السوريّة للتجارة من جهة أخرى، حيث ترتفع الأسعار في الأسواق بشكلٍ جنوني، وعلى الرغم من حصر بيع المواد التموينية على البطاقة الذكية في صالات السوريّة، إلا أن ذلك لم يمنع من تأخر وصول الرسائل لفترات طويلة وخاصة في المواد الأساسية مثل الزيت والرز.
ومنذ بداية الشهر الحالي فقط، شهدت أسعار بعض المواد الغذائية ارتفاعاً بنسبة تصل إلى حدود 50%، ووفقاً لعضو «لجنة تجار ومصدري الخضار والفواكه» في دمشق، أسامة قزيز، فمن غير المرجح أن تنخفض تلك الأسعار خلال شهر رمضان المقبل، لعدم وجود دلائل ومؤشرات على ذلك خلال الوقت الحاضر.
يأتي ذلك مع تأثر الأسواق العالمية بالحرب الأوكرانية، والتي أدت إلى ارتفاع قياسي في أسعار النفط والقمح والزيوت والشحن الدولي، وهو ما انعكس بشكلٍ مباشر على الاقتصاد السوري، في ظل محدودية الإجراءات الحكومية لمواجهة تبعات الأزمة العالمية.
تابعونا عبر فيسبوك
وما زاد الأمر سوءاً موجات الصقيع المتلاحقة التي ضربت المحاصيل الزراعية وخاصة على الساحل السوري، وسط عجز المزارعين عن الحصاد بسبب البرد، وبالتالي قلّة الكميات الواردة إلى الأسواق.
وأمام هذا الواقع يقترب شهر رمضان ليكون الأصعب على السوريين خلال السنوات الأخيرة، فمع زيادة الطلب على المواد الغذائية، يتزامن الشهر المبارك المتغيرات الاقتصادية الجوهرية داخل سوريا، والتطورات العسكرية على الصعيد الدولي، ليجد المواطن السورية نفسه أمام نارين، وخلفه إجراءات حكومية قاصرة.
المتغيرات الحاصلة ترافقت مع تخبطات في أسعار صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية في السوق السوداء، حيث اقترب سعر الصرف من 4000 في بعض الأحيان، وعلى الرغم من عودة انخفاضه خلال الساعات الماضية، إلا أن الأسعار بقيت على حالها.
وفي ظل الخوف الذي يعيشه المواطن السوري من استمرار هذا الواقع خلال شهر رمضان المبارك، فإن الحكومة السورية مطالبة بتقديم حلول واقعية وسريعة لضبط الأسواق، إضافة إلى زيادة الرقابة بشكل كبير وخاصة خلال شهر رمضان، فهل الحكومة قادرة على القيام بهذه المهمة؟
شاهد أيضاً: وزير التجارة يزف بُشرى للسوريين.. لكن: «هناك بعض الارتفاعات لا بدّ منها!»