لحظات تفصل “تل أبيب” عن الكارثة.. هل اقتربت الحرب الأهلية ؟!
كشف مقال ضمن صحيفة “الغارديان” البريطانية، أن الاحتجاجات المتواصلة في “تل أبيب”، والتي يشارك فيها مئات آلاف المستوطنين ضد ما يسمى “التعديلات القضائية”، من شأنها أن “تشعل فتيل الحرب الأهلية في الكيان”.
وقالت الباحثة الأمريكية المتخصصة في دراسة الرأي العام داليا شيندلين، في مقالها “إن المستوطنين ممزقون بسبب البرنامج الحكومي غير المسبوق لإلغاء القضاء، وإنهاء القيود المفروضة على السلطة التنفيذية”.
وأضافت أنه منذ كانون الثاني الماضي “خرج المستوطنين الغاضبون إلى الشوارع أسبوعياً بأعداد مذهلة، لأنهم يخشون الديكتاتورية، كما يخشون أن تصبح حياتهم وبلدهم بلا روح”.
وتابعت أن مؤيدي التعديلات القضائية الذين يمثلون في استطلاعات الرأي جميعها أقلية “يمينية متطرفة”، يريدون أن “تتمتع الحكومة بسلطة مطلقة لضم الضفة الغربية، وتوسيع المستوطنات وتعميق سيطرة الالتزام الديني اليهودي الصارم في الحياة الإسرائيلية، وإعادة السياسيين الفاسدين إلى وظائفهم”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكدت أن أكبر مخاوف الناس في إسرائيل أن “اليهود الأرثوذكس المتطرفين سيحصلون على الأموال التي يريدونها دون وجه حق ودون أن يتعرضوا للمساءلة، وستُشدد القبضة على المجتمع المدني”.
وقالت “لست متفائلة، وأشك أن حرباً أهلية قد تقع بين أي لحظة وأخرى”، مضيفة أنه كانت لها تجارب في دول أخرى شهدت حالات مختلفة من الانقسام الداخلي لدرجة أن البلد أصبحت مشلولة.
ورأت الباحثة الأمريكية أن ما يجري في كيان الاحتلال “يمثل صراعاً عميقاً على الهوية”، مضيفة أن الاستقطاب في المجتمع يحتاج لمؤسسات ديمقراطية لاحتواء الصراع حتى لا تتحول البلاد إلى حرب مفتوحة.
وخلصت الباحثة الأمريكية إلى أنه لا يمكن لـ”الإسرائيليين” أن يسمحوا لأنفسهم بالهدوء في شعور زائف بالحياة اليومية، وقالت “حتى لو لم تقع حرب أهلية، فهناك مستقبل مظلم ينتظرهم”.
وكان رئيس وزراء الكيان الأسبق، إيهود أولمرت، قال الأسبوع الماضي، إن “إسرائيل في طريقها إلى حرب أهلية بعد مصادقة الكنيست على قانون الحد من المعقولية الذي يحد من سلطات المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد”.
وقال أولمرت للقناة الرابعة البريطانية “هناك تهديد، إنه تهديد جدي للغاية، كما لم يحدث أبداً من قبل، ونحن في طريقنا إلى حرب أهلية”.
وردًا على سؤال إن كان يعني كلمة “حرب أهلية”، قال: “نعم، أعني العصيان المدني مع كل التداعيات المحتملة على استقرار الدولة وقدرة الحكومة على الأداء وطاعة جزء كبير من المستوطنين لحكومة ينظر إليها جزء كبير منهم على أنها غير شرعية”.
شاهد أيضاً : روسيا تتحدث عن اللحظة التي اقتربت فيها من استخدام “النـ.ـووي”