بلدانٌ عربيةٌ مهددة بنقص القمح.. والأمم المتحدة تحذر من مجاعة ؟!
دخلت بلدان عديدة حالة طوارئ غذائية، إثر انسحاب الكرملين من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر من أوكرانيا والتي توسّطت فيها الأمم المتحدة وتركيا، حيث انخفضت صادرات المواد الغذائية الأوكرانية الحيوية التي غذّت 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم قبل الحرب الروسية على أوكرانيا، ، وبدا واضحاً أن الأعمال الإنسانية مرتبطة بالمصالح العسكرية والاقتصادية والسياسية.
المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث حذر من حدوث مجاعة، مشيراً إلى أن 362 مليون شخص في 69 دولة يحتاجون حالياً إلى مساعدات إنسانية. وفي قلب هذه الأزمة الإنسانية العديد من البلدان العربية؛ إذ سترتفع فاتورة الحبوب والمواد الغذائية في الجزائر والمغرب، وستتفاقم أزمة الخبز في مصر وتونس، كما سيتأثر السودان الذي يشهد اقتتالاً داخلياً يؤثر على الإنتاج المحلي، واليمن الذي يعاني من أزمة غذاء، والمشترك هو الحديث المتواتر عن الحاجة لتنويع مصادر الحبوب.
وعلى الرغم من كون المملكة المغربية لا تعتمد بشكل أساسي على واردات الحبوب الأوكرانية أو الروسية، إلاّ أنها ستتأثر تأثيراً غير مباشر وفق الخبير الاقتصادي “بدر زاهر الأزرق”؛ وذلك بالنظر إلى الاضطرابات التي ستحصل على مستوى التوريد وتدفق هذه المادة إلى الأسواق العالمية.
أما في الجزائر، والتي تحتلّ المرتبة الرابعة عالمياً في استيراد القمح، وفقاً لتقرير منظمة الزراعة والأغذية، فيتوقع الخبير عصام مقراني أن يكون انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب محدود التأثير عليها، في إطار الإستراتيجية الجديدة لتنويع المستوردين.
وفي مصر “لم يكن انسحاب روسيا نبأ سعيداً”، هكذا علق وزير التموين المصري علي المصيلحي على إنهاء اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر الأسود من أوكرانيا، والتي توسّطت فيها الأمم المتحدة وتركيا.
وكان البلدان المتحاربان يوفران 80% من إجمالي واردات مصر من القمح بواقع 50% من روسيا و30% من أوكرانيا، وهذا ما يجعلها أكبر دولة في العالم مستوردة للقمح، وتستخدم الحكومة نحو 9 ملايين طن لإنتاج الخبز المدعم على بطاقات التموين لنحو 71 مليون مواطن.
فيما تواجه تونس تحدياً كبيراً على مستوى توريد الحبوب بسبب تراجع إنتاجها المحلي واختلال توازناتها المالية، ما سينعكس سلباً على عمليات التوريد بالعملة الصعبة في ظل ارتفاع الأسعار بعد انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب والأسمدة.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي اليمن، يعد الخبز العنصر الأساسي على موائد اليمنيين إن لم يكن الأوحد، إذ يحتاج نحو 24.1 مليون شخص -أي أكثر من ثلثي السكان- إلى مساعدة، بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ 2015 بحسب الأمم المتحدة.
ووفق تقرير لمركز الإعلام الاقتصادي (يمني غير حكومي) فإنه خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022، انخفضت واردات القمح من أوكرانيا، كما ليس من الواضح ما إذا كان قد تم تصدير أي قمح من روسيا التي كانت رابع أكبر دولة مصدرة لليمن حتى عام 2021.
لكن اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود فتح جزئياً الشحن من الموانئ الأوكرانية والروسية إلى اليمن، غير أنه لا توجد حصيلة رسمية محددة بعدد الشحنات التي وصلت لليمن.
أما السودان، فيعد من أبرز الدول التي استفادت من اتفاق الحبوب حيث يستقبل آلاف الأطنان من روسيا وأوكرانيا، وهو ما يلقي بآثار كبيرة على قرار موسكو بالانسحاب من الاتفاق.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنوياً، في حين يتراوح إنتاج البلاد بين 12 و17% من احتياجاته.
ويؤكد المتحدث باسم وزارة المالية السودانية أحمد الشريف أن القرار الروسي ينعكس سلبا في حال عدم وجود مخزون كافٍ من الحبوب أو إنتاج وفير مضمون يغطي الحاجة.
شاهد أيضاً: “فيتش” تُشعل غضب البيت الأبيض