أسطول البحر الأسود الروسي جاهز للتحرك.. بريطانيا تحذّر من حرب كبيرة ؟!
كشفت المخابرات العسكرية البريطانية، عن نية أسطول البحر الروسي التخطيط لتنفيذ حصار بحري على أوكرانيا، واعتراض أي سفينة تسافر من وإلى الدولة الأوروبية.
وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، إذا نفذت روسيا هذه الخطوة، فأول ما ستقوم بمنعه هو صادرات الحبوب الأوكرانية. فهل تستطيع روسيا فرض مثل هذا الحصار؟ ليس تماماً.
فلا بد للسفن المحملة بالحبوب السفر عبر الموانئ الأوكرانية، لا سيما أوديسا، للتوجه لاحقاً إلى مضيق البوسفور في تركيا، وبالتالي المرور عبر بحر مرمرة، وبحر إيجه للوصول إلى المحيط.
فلن يهتم أسطول البحر الأسود الروسي بالعمل بالقرب من الساحل الأوكراني، خاصة بعد ما تعرض له طراد الصواريخ “موسكوفا”، الذي استهدفته الصواريخ الأوكرانية في نيسان الماضي ما أدى إلى إغراقه.
وتابعت الصحيفة، إذاً، يمكن لسفن الحبوب مغادرة أوديسا، والتوجه جنوباً، حيث ستبقى داخل المياه الإقليمية لرومانيا وبلغاريا وتركيا، وإذا حاولت موسكو عرقلة تقدمها هناك، فحينها ستعتبر هذه الخطوة، “عمل حرب ضد الدول الأعضاء في الناتو”.
تابعونا عبر فيسبوك
وعلى الرغم من مرورهم عبر مياه صديقة، إلا أن هذه الخطوة تستغرق الكثير من الوقت، وتصعّب المهمة على سفن الشحن الكبيرة التي تفضل الإبحار بالقرب من الساحل.
وفي الوقت الذي ستنقل فيه بعض الحبوب عبر البحر، يمكن نقل الجزء الآخر براً عن طريق السكك الحديدية، على الرغم من أنها أكثر تكلفة وأقل سعة. فهل ستكون هذه أنباء سيئة للأوكرانيين؟ ليس حقاً.
ورأت الصحيفة، أن أوكرانيا ستخسر بعض عائدات العملات الأجنبية، لكنها ليست أكبر مشاكلها.
في الواقع، إن الاقتصاد الأوكراني يعاني من مشاكل جمة. إذا تمت محاصرة أوكرانيا فعلاً، فلن تتأثر إذا خسرت بعضاً من عائدات الحبوب. لكن في الواقع، إن الحصار الروسي المحتمل لن يستهدف الأوكرانيين فعلاً، بل “سيكون موجهاً إلى كل دولة في العالم”.
ففي العديد من الدول الأفريقية مثلاً، قد يؤدي ارتفاع أسعار الحبوب إلى المجاعة. كما وسيؤدي هذا الحصار إلى ظهور آثار غير مباشرة، فلن تتأثر الأغذية المعتمدة على الحبوب فقط، إنما سترتفع تكلفة الطعام بشكل كبير في بريطانيا مثلاً.
وبحسب الصحيفة، يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إضعاف الدعم الغربي لأوكرانيا وتحويل إفريقيا والصين إلى حلفاء أقوى.
أحد الخيارات لمواجهة التحرك الروسي بحسب الصحيفة هو القوافل، يمكن للسفن الحربية من الدول الراغبة مرافقة مجموعات التجار من مضيق البوسفور إلى المياه الأوكرانية، مما يضمن حقهم في المرور في أعالي البحار.
وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين لا يستطيع شن هجوم على الناتو، لأن هذا سيسمح لقوات الحلف المسلحة بقيادة الولايات المتحدة بالرد دون أن يتم اتهامها بالتصعيد، لذلك يمكن أن تكون القوافل حلاً معقولاً. ورأت الصحيفة أنه من المنطقي التعامل مع المشكلة بطريقة أخرى.
وبيّنت الصحيفة، أنه عوضاً عن الاستعانة بالقوافل أو الدخول في اشتباك بحري محتمل في البحر الأسود، قد يكون من الأسهل السماح للأوكرانيين بالحصول على نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS).
حينها، سيتعين على روسيا الانسحاب إلى بحر آزوف لتكون في مأمن من الصواريخ. سيكون الجسر البري بأكمله وشبه جزيرة القرم معرضة لصواريخ كييف، بحسب ما نقلته الصحيفة.
شاهد أيضاً : بوتين في أنقرة بدعوة من أردوغان.. بحث تركي عن الخلاص من بوابة موسكو ؟!