بوتين في أنقرة بدعوة من أردوغان.. بحث تركي عن الخلاص من بوابة موسكو ؟!
تتحدّث العديد من المعلومات عن استمرار الخلافات بين أنقرة وموسكو خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، بعد أن أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة عن رفضه الانسحاب من الأراضي السورية بذريعة “استمرار الخطر الإرهابي على أراضيه من الحدود الجنوبية”.
ويسعى البعض الربط بين تأجيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته لأنقرة وإتمام الاتفاق المصري- التركي في هذا الخصوص أيضاً، خاصة بعد الاهتمام الكبير الذي لقيه السيسي من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة الروسية الإفريقية الأخيرة في سان بطرسبورغ.
ووفقاً لمحللون سياسيون، فإن موافقة أردوغان على انضمام السويد إلى الناتو، وتسليمه في وقت سابق لخمسة من قادة منظمة “آزوف” للرئيس الأوكراني خلال زيارته إلى إسطنبول، بدأت بعدها المعلومات تتزايد حول فتور العلاقات بين أنقرة وموسكو، رغم المحاولات التركية الرسمية لتجاوز هذا الفتور، والتي أشار إليها مسؤولون روس مراراً خلال تصريحاتهم.
الرئيس التركي أردوغان، اضطر في الفترة الأخيرة إلى بذل المزيد من المساعي لإرضاء نظيره الروسي بوتين، من خلال الحديث الهاتفي أولاً ومن ثم محاولة اللقاء المباشر والعاجل، وهو ما تحقق له بعد موافقة بوتين على اللقاء في أنقرة اليوم الأربعاء.
تابعونا عبر فيسبوك
وفسّرت الأوساط الدبلوماسية موقف أردوغان هذا بـ”فشله في إقناع واشنطن والعواصم الغربية بضرورة الاستعجال في مساعدته لتجاوز أزمته المالية الخطيرة”، على الرغم من موافقته على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي وقيامه بعدد من الخطوات العملية في طريق التعاون العسكري مع كييف، بما في ذلك تصنيع المسيّرات التركية وتطويرها في أوكرانيا.
واعتبرت الأوساط المذكورة تأخر الرئيس بايدن في دعوة أردوغان إلى البيت الأبيض من أهم الأسباب التي دفعت الثاني للعودة إلى حواره الساخن مع الرئيس بوتين، بعد المقالات التي نشرت في بعض من وسائل الإعلام الروسية، والتي دعت الكرملين إلى الرد بحزم على تناقضات الرئيس أردوغان التي “باتت تشكل خطراً على المصالح الروسية على الصعيدين الإقليمي والدولي”، على حدّ قول الإعلام الروسي.
ومن دون أن يغفل هذا الإعلام الحديث عن تشابك العلاقات الروسية – التركية في جميع المجالات وأهمها المفاعلات النووية التي تنفذها روسيا في تركيا، وتغطي نحو 45٪ من استهلاكها من الغاز من روسيا، ويزور نحو ستة ملايين من مواطنيها تركيا كسياح في الوقت الذي اشترى فيه نحو 200 ألف منهم المساكن في تركيا منذ الحرب الأوكرانية.
ويبدو واضحاً أنهما أيضاً لن يستعجلا في تنفيذ وعودهما للرئيس أردوغان، فيما يتعلق بدعم المصرف المركزي التركي الذي يعاني من عجز كبير وخطير في احتياطيات العملات الأجنبية، وعلى الرغم من حديث أردوغان ووزير ماليته محمد شيمشاك عن اهتمام السعودية والإمارات بممتلكات الصندوق السيادي التركي، بما في ذلك الموانئ وشركات الخطوط الجوية والبترول والصناعات العسكرية وحتى المصارف الحكومية.
ومع انتظار نتائج زيارة الرئيس بوتين ومباحثاته التي يبدو أنها ستكون حاسمة، بعد أن فقد الرئيس أردوغان إمكانيات المناورة إقليمياً ودولياً، بسبب تناقضاته المتكررة في علاقاته، ليس فقط مع الرئيس بوتين وزعماء المنطقة، بل مع العواصم الغربية التي لم تعد تثق به بسبب مقولاته الدينية والقومية والتاريخية العثمانية “الاستفزازية”، وأيضاً بسبب تعاونه مع “العدو اللدود” روسيا التي اشترى منها أردوغان صواريخ أس-400 ومن دون أن يقوم بتفعيلها بعد ردّ الفعل الأمريكي العنيف.
ويعرف الجميع أن هذا الموقف الأمريكي لا ولن يتغير، حتى بعد الموافقة التركية على انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف؛ لأن واشنطن تريد لأنقرة أن تعود إلى الحضن الأمريكي والأطلسي بلا قيد أو شرط، وحتى إن لم يسهم هذا الحضن في فتح أبواب الاتحاد الأوروبي في وجه الأتراك.
وحسب ما قاله محللون، يبقى القرار للرئيس أردوغان الذي إن استمر في تناقضاته الحالية، ليس فقط على صعيد العلاقة مع الرئيس بوتين وزعماء المنطقة وأخيراً مع العواصم الغربية، فالحظ لن يحالفه في تجاوز مشكلاته الداخلية الخطيرة وأهمّها، من دون شك، الوضع المالي الصعب الذي لا ولن يجد له حلاً، على الرغم من الضرائب المجحفة التي أثقلت كاهل غالبية الشعب وهم بين الجوع والجوع المدقع.
شاهد أيضاً : هجوم على قنصلية سويدية في تركيا