ثلاثة ملفات توسع هوة الثقة ما بين “قسد ” والتحالف الدولي ؟!
يوماً بعد يوم تتوسع هوة الثقة ما بين قوات ” قسد” وما يسمى بـ”التحالف الدولي” لقتال “تنظيم الدولة”، الذي تقوده قوات الاحتلال الأمريكي، إذ بدا الخلاف واضحاً بين الاثنين على أثر الأحداث التي جرت مؤخراً في ريف دير الزور، والذي نتج عنه تصادم قوات “المجلس العسكري” في ريف المدينة وقوات “قسد” أدت إلى سقوط قتلى من الطرفين .
وذكرت مصادر مطلعة لـ”كيو ستريت”، أن ثلاثة ملفات رئيسية تطالب “قسد” التحالف الدولي بها، إلا أنها لا تجد آذاناً صاغية لذلك، متوهمة أن “العلاقة التي تربط الطرفين أقوى من علاقة تربط مستعمر بفصائل مسلحة تنفذ أجنداته على أرض الواقع، وتساهم في سرقة مقدرات شعب كامل خدمة للمشغل”، فيما يصر التحالف وفي كل مناسبة على توصيف هذه العلاقة على أنها لا تتعدى التعاون لمحاربة “تنظيم الدولة”.
وبحسب المصادر، فإنه يأتي في مقدمة هذه الملفات استمرار التهديدات التركية لمناطق انتشار “قسد”، وإعلان الدولة التركية من فترة لأخرى عن نيتها القيام بعمل عسكري بعمق 40 كم في مناطق شمال سوريا، لطرد قوات “قسد” من المنطقة، يضاف إليها “الاستهداف المستمر من قبل طيران الاحتلال التركي لقياداتها وكوادر”، وآخرها ما حدث خلال الأسبوع الحالي عندما استهدف نقطة عسكرية في ريف منطقة عامودا وسيارتين في ريف القامشلي، أدت إلى مقتل 12 من مقاتليهم .
ولفتت المصادر إلى أنه أمام هذه الهجمات والتهديدات التركية التي تستهدف وجود “قسد”، فإن الصمت ملازم للموقف الأمريكي الذي على ما يبدو حريص على عدم تعكير صفو علاقته مع تركيا، في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة والحرب الأوكرانية، وهو ما يزعج قادة “قسد” الذين يطالبون دائماً بوضع حد لهذه التهديدات والتجاوزات .
تابعونا عبر فيسبوك
أما الملف الثاني بحسب المصادر فهو خذلان الحليف الأمريكي لمساعي “قسد ” في إعلان “إدارة ذاتية” في مناطق شمال وشرق سوريا، تحظى باعتراف دولي ورغبتها في تبني الإدارة الأمريكية والقادة الغربيين لهذا الطرح، انطلاقاً من تحالفها معهم في محاربة “تنظيم الدولة”، إلا أن هذا الطرح قوبل بالرفض من قبل الأمريكيين الذين يعتبرون ذلك تدخلاً في الشأن السوري الداخلي، ولا يدخل ضمن مهمتها في محاربة “التنظيم المتطرف” .
وأشارت المصادر إلى أن الملف الثالث تعده “قسد” الأخطر، والذي يستهدف وجودها في عقر دارها، ألا وهو سعي قوات الاحتلال الأمريكي إلى بناء تحالفات جديدة مع العشائر العربية في محافظات دير الزور والرقة وجزء من ريف الحسكة، لتشكيل “مجالس عسكرية محلية” تتبع لقوات التحالف بشكل مباشر وإلغاء تبعيتها لـ”قسد”، وهو ما ظهر واضحاً من الأحداث التي شهدتها مناطق ريف دير الزور من تصادم بين “المجلس العسكري” وقوات “قسد”.
وذكرت المصادر عن تسرب معلومات مفادها أن “قائد المجلس العسكري” أبو خولة ما كان ليتجرأ على التمرد على “قسد” لولا الدعم المبطن من قبل قوات الأمريكية .
وترى المصادر أنه رغم انعدام الثقة ما بين “قسد” والتحالف الدولي، إلّا أنها لا حول لها ولا خيار إلا في المضي قدماً فيما أقدمت عليه كونها الحلقة الأضعف في بيئة معادية يتربص بها الخطر داخلياً وخارجياً، وتتحين الفرصة للانقضاض عليها في حال تخلي المحتل الأمريكي عنها .
وكانت ما تسمى بالإدارة الذاتية قد أصدرت منذ عدة أيام بياناً شجبت ما سمته صمت التحالف الدولي و”القوى الضامنة” لوقف عملية إطلاق النار الهجمات التركية ضد المنطقة، مؤكدة رفضها التام لاستمرار هذه الجرائم وحملت هذه الأطراف المسؤولية عن استمرار الهجمات التركية، التي تزداد يوماً بعد يوم مع دوام الصمت المرافق من قبلها.
شاهد أيضاً : “خيانة لا يمكن غفرانها”.. “قسد” تعصي قائدها وتعاود استهداف “الخبيل” ؟!