المجاعة تدق باب أكثر من 100 ألف أسرة إيطالية ؟!
من أجل توفير 3 مليارات يورو، قال موقع “ميديا بارت” الفرنسي إنّ المعهد الوطني للرعاية الاجتماعية أرسل رسائل نصية قصيرة لـ 169 ألف أسرة إيطالية نهاية الشهر الماضي، تفيد بإلغاء دخل المواطنة وذلك لاستبعاد الأشخاص “القابلين للتوظيف، وسط حالة صدمة لدى المستفيدين منه سابقاً.
وأضاف الموقع أنّ هذا القرار يشبه ما جرى تنفيذه في فرنسا، من أجل ممارسة ضغط إضافي على الفئات الأكثر هشاشةً لإجبارهم على قبول الوظائف التي يوفّرها السوق، مهما كانت ظروفهم.
وأوضح الموقع في التقرير الذي نشره أنّ الرسائل النصية التي بعثها المعهد، بأنّها لن تحصل بعد الآن على “دخل المواطنة”، الذي قُدّم عام 2019، إلا بالنسبة لمن يتمكّنون من إثبات “حالة ضائقة اجتماعية قوية”، الذين سيُمدَّد لهم حتى نهاية العام.
أما بالنسبة لـ88 ألف عائلة مكوّنة من أفراد يعدّون “قادرين على العمل”، فإنّهم لن يتمكّنوا من تلقّي هذه المساعدة بعد الآن، والنتيجة أنّ “دخل المواطنة” الذي كان يوفّر 500 يورو شهرياً للشخص، سيتوقّف نهائياً في كانون الثاني 2024، وسيُستبدل بـ”بدل التضمين” الذي سيكون الحصول عليه أكثر صعوبةً، ولن يشمل الأشخاص الذين يعدّون “قابلين للتوظيف”، بحسب ما أضاف التقرير.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أنّ حزب “إخوة إيطاليا”، وهو حزب رئيسة الوزراء، جورجيا ميلوني، وعد بهذا التعديل في الحملة الانتخابية العام الماضي، بعد أن نوقش داخل الائتلاف مع اليمين الليبرالي.
وفي دفاع حزب الرابطة المشارك في الائتلاف الحاكم عن “دخل المواطنة”، قال رئيسه ماتيو سالفيني، إنّ “كل من لا يستطيع العمل يجب أن يستمر في الحصول على المساعدة، ولكن من يبلغ من العمر 30 عاماً، وليس لديه معوّقون أو قاصرون معالون، ويرفض العمل؛ فمن الصواب ألا يدعمه دافعو الضرائب الإيطاليون”.
أما متلقّو دخل المواطنة، كما يضيف التقرير، فهم في حالة صدمة، وتسبّب هذا الإعلان بالنسبة لكثير منهم في يأس حقيقي، وشرحت طالبة (24 عاماً)، في رسالة إلكترونية إلى صحيفة إيطالية، إلى أي مدى سمح لها هذا الإجراء “بالدراسة بكرامة”، مضيفةً أنّ الشعور السائد بالنسبة إليها الآن هو أن “الفقر في إيطاليا عيب”.
تابعونا عبر فيسبوك
كما نُظِّمت مظاهرة في نابولي للدفاع عن “دخل المواطنة” أمام مقرّ حزب جورجيا ميلوني، علماً بأنّ جنوب إيطاليا الذي يعاني من البؤس، استفاد كثيراً من هذا الإجراء، الذي شمل تقريباً واحداً من 5 أشخاص في صقلية.
ووفقاً للموقع الفرنسي، أثار وقع الرسالة والفوضى في الخدمات الاجتماعية لإدارة المرحلة الانتقالية هجمات مضادة من قبل المعارضة في البرلمان، وجاءت أقوى ردات الفعل من قبل حزب “أم 5 أس”، الذي ندّد زعيمه جوزيبي كونتي، بشدة بإجراءات الحكومة، وهو كان رئيس الوزراء الذي قدّم “دخل المواطنة”.
وشدّد كونتي على أنّ “قرار قطع الدعم عن الجزء الأكثر فقراً من السكان بين عشية وضحاها يثير كارثةً معلنة”، قبل أن يثير “حرباً على الفقراء، بدلاً من الفقر الذي يسبّب أيضا ضرراً لاقتصاد البلاد”.
وكانت الحكومة الإيطالية قد ألغت، في الأول من أيار الماضي، الذي يصادف ذكرى عيد العمال، “دخل المواطنة”، وهو مساعدة يستفيد منها ملايين الفقراء في إيطاليا، وبدّلتها بـ”شيك اجتماعي” محدود النطاق، في قرار وصفته المعارضة والنقابات بأنّه “استفزازي”.
وبحسب المعهد الإيطالي للإحصاء، فإنّ “دخل المواطنة” الذي أدخلته حكومة “حركة النجوم الخمس” (أم 5 أس)، عام 2019، انتشل مليون شخص من الفقر، على الرغم من عدم حصول نحو نصف الفقراء عليه، لأنهم غير مؤهلين لذلك.
شاهد أيضاً: “ذا إيكونوميست”.. استراتيجية الغرب الجديدة تجاه الصين لن تنجح أبداً ؟!