الجوع ينخر شرق الفرات.. والتهريب برعاية «قسد» ؟!
“الصيف أبو الفقير”.. مقولة لطالما ربطها أهالي محافظة الحسكة بقدوم الفصل اللاهب، الذين يرون أن فيه ميزة اقتصادية تتمثل بالإنتاج الوفير لمختلف المحاصيل الغذائية، وما لذلك من دور كبير في انخفاض أسعارها وتحسن مقدرة الفقير والمحتاج على شرائها، ولكن هذه المقولة انتفت منذ سيطرة “قسد” على المحافظة.
تابعونا عبر الفيسبوك
فعلى الرغم من بدء شهر تموز الذي تبلغ فيه الخضار والفواكه الصيفية ذروة الإنتاج، الذي غالباً ما كان يسوق بكميات كبيرة في أسواق المحافظة ويؤدي إلى انخفاض أسعارها بشكل كبير، إلا أن ذلك لم يحصل هذا الشهر، ومن يتفقد أسواق الهال والخضار يجد كميات قليلة منها فقط، على الرغم من اتساع المساحة المزروعة بها وتقديرات إنتاج مديرية الزراعة لها والتي تتجاوز 80 ألف طن خلال الموسم الحالي.
وعن أسباب فقدان مواد الخضار وغيرها من المواد الغذائية الأخرى، أكدت مصادر محلية لـ”كيو ستريت”، أن السبب المباشر هو تهريبها إلى شمال العراق عن طريق تجار متنفذين مرتبطين بـ”قسد”، يقومون باستغلال انخفاض أسعارها وشرائها بالليرة السورية، لتباع في أسواق شمال العراق، وربما في أسواق الدول المجاورة بالدولار، حيث يتم نقلها عبر المعابر غير الشرعية التي تشرف عليها “قسد” مع إقليم الشمال.
ولفتت المصادر، إلى أن أسعار المواد الخضار والفواكه الصيفية غير منطقية لهذا الفترة من العام، والتي يفترض أن تتوفر بكميات كبيرة وبأسعار منخفضة، إلا أن ما حدث هو العكس، نتيجة قيام التجار المرتبطين بـ”قسد” بشحن برادات تخزين كبيرة يومياً، إلى إقليم الشمال دون وجود سياسة ترشيد لعمليات التهريب، ونقل هذه المواد وترك الأهالي عرضة لرفع كبير في أسعارها يرهق كاهلهم، ويزيد من معاناة ظروفهم المعيشية.
وذكرت المصادر، أن عمليات التهريب لم تقتصر على مواد الخضار والفواكه، فعمليات تهريب الثروة الحيوانية تتم على نطاق واسع، لاسيما الأغنام والأبقار والعجول التي زادت أسعارها لما يقارب الضعف خلال شهرين، وهذا ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم لتقارب 90 ألف ليرة سورية للكيلوغرام، بعد أن كانت نحو 50 ألفاً، إضافة لتهريب مختلف المواد الأخرى كالأقماح والشعير والمحاصيل البقولية ومنتجات الثروة الحيوانية.
وأشارت المصادر إلى أن التجار المتنفذين يساهمون في تجويع أهالي المحافظة من خلال شراء إنتاجهم ومحاصيلهم بثمن بخس بالليرة السورية، واستيراد المواد الغذائية الأخرى وبيعها بالعملة الأجنبية لتجار الجملة، مؤكدين أن ما يحدث في محافظة الحسكة مشابه لما يحدث في محافظة الرقة وريف دير الزور، من استنزاف لموادها ومقدراتها التي من المفترض أن يتم توفيرها لأهلها وتصدير الفائض إن وجد.
شاهد أيضاً لهذا السبب.. السعودية تمنع السيارات السورية من الدخول إلى أراضيها ؟ّ!