“مخيمات طي النسيان”.. إجراءات “قسد” تزيد الطين بلة ؟!

تعيش مخيمات اللاجئين في شمال شرق سوريا حالة من الشح في الخدمات والمساعدات، ولعل الأكثر تضرراً هي العشوائية منها التي تشكّل غالبية هذه المخيمات في تلك المنطقة، حيث يعاني أهلها من ظروف سيئة للغاية.

وتضمّ مناطق انتشار “قسد” خصوصاً في محافظتي الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق)، عشرات المخيمات العشوائية التي تؤوي مدنيين فروا من مناطق عدة.

وكشف قاطنوا هذه المخيمات، عن “حالات مرض للأطفال بشكل متكرّر، مع معاناة من حرارة وحالات إسهال وتقيّؤ، الخيمة حارّة جداً ولا نستطيع الجلوس داخلها في فترة الظهيرة”.

كما أردفوا “نحن منسيون بشكل كامل: لا مواد تنظيف والخيم مهترئة، تدخل الشمس منها” بينما تتجاوز درجات الحرارة عتبة الأربعين.

ففي “المخيم اليوناني” حيث تعيش العديد من العائلات والذي اكتسب اسمه من مطعم يحمل الاسم ذاته على ضفاف نهر الفرات عند أطراف مدينة الرقة، تتعالى أصوات أطفال يركضون بين خيم مهترئة تحت أشعة شمس حارقة، وتنقل نساء المياه في أوعية تملأها من صنبور في باحة المخيم.

تابعونا عبر فيسبوك

وتحوي محافظة الرقة التي شكّلت المعقل الأبرز لـ”تنظيم الدولة” في سوريا، قبل دحره منها في تشرين الأول 2017، العدد الأكبر من المخيمات العشوائية، وفق مصادر مقربة من “قسد”.

ففي مناطق انتشار قوات “قسد”، أشار “مسؤول المخيمات والنازحين” لديها شيخموس أحمد إلى “وجود عشرات المخيمات العشوائية بالإضافة إلى 16 مخيماً نظامياً، بينها مخيما الهول وروج الذائعا الصيت كونهما يؤويان أفراداً من عائلات (تنظيم الدولة)”.

وتُشكّل المواقع العشوائية 79% من مخيمات النازحين في الرقة، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي يعتبرها الأكثر “هشاشة” وعرضة لتداعيات حالات الطقس القاسية جراء “غياب التخطيط والبنى التحتية والإدارة”.

أما في مخيم سهلة البنات عند الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة الرقة، يعتمد غالبية المقيمين في المخيم على مدخول يوفره البحث بين القمامة عن مواد يمكن بيعها. ويمكن رؤية نساء وأطفال يحملون أكياساً على ظهورهم بينما يغطي السواد أيديهم ووجوههم المرهقة يجوبون المكان قرب المكبّ، بحسب مراقبين.

بدورها أكدت تانيا إيفانز من منظمة الإغاثة الدولية أن المخيمات العشوائية في الشمال الشرقي يمكن اعتبارها “منسية”، مشددة على ضرورة زيادة الاهتمام بها، وتمويلها والدفع نحو جهد مستدام تجاهها من المجتمع الدولي!.

شاهد أيضاً : اتفاق بين بريطانيا و تركيا للتصدي للهجرة غير الشرعية