البادية السورية.. صراع على الرمال
بعد 12 سنة من الحرب، عاد العرب إلى دمشق.. وعادت سوريا إلى جامعة العرب، واستبشر السوريون خيراً!.
قيل إن هناك «خطّة» تمضي «خطوة بخطوة» ستعيد الأمور إلى نصابها، واستبشر السوريون خيراً، ثم التقى السوريون والأتراك على مستويات عليا.
وأعلنت موسكو أنها تحضّر للقاء على مستوى القادة.. واستبشر السوريون خيراً!.
وفجأة.. بدا وكأن كل خطوة تبددت.. وكل أمل تبخّر!.. أمريكا تكبح جماح العرب.. وتركيا تراوغ من جديد.. ولغة الحرب تعود.. رمال البادية تتحرك على وقع التحشيد وتزداد غموضاً وإغواء!.
حين قرار ترامب خلال فترة حكمه الانسحاب من سوريا قبل أن يتراجع قال إن الأرض حيث تنتشر قواته «أرض رمال ودماء»، فما دامت كذلك لماذا يلعب الأمريكيون مجدداً بنار الحرب في الشرق السوري؟ وتسعى لخلق قواعد اشتباك جديدة؟.
تابعونا عبر فيسبوك
باختصار.. ماذا يحدث هناك بالضبط؟
تقول التقارير: إن أمريكا تخطط لربط التنف بشرقي الفرات.. وتوسيع الجبهة ضد الجيش السوري.. وإعادة ترتيب المنطقة وفرض شروطها.
وتقارير أخرى تقول: إن محور «سوريا – روسيا – إيران» قرر إخراج أمريكا من سوريا بالقوة.
لأول مرة.. طائرات شبح أمريكية تصول وتجول في الأجواء السورية.
تحشيد عسكري أمريكي غير مسبوق شرقي الفرات.. وإقامة «جسور ميكانيكية» على ضفتي النهر.
أكثر من 300 انتهاك لبروتوكولات «منع التصادم» بين الطائرات الأمريكية والروسية خلال شهر واحد.
القوات الأمريكية تجري تدريبات مكثفة، يشارك فيها الطيران ومختلف صنوف الأسلحة الثقيلة، ومقاتلون من فصائل عربية مدججون بأحدث الأسلحة ومضادات الدروع.
تشيع التسريبات أن هناك خطة أمريكية تعتمد على العناصر العربية بشكل أكبر، تقضي بدفع هذه العناصر باتجاه مدينتي البوكمال والميادين والقرى التابعة لهما، التي يتمركز فيها الجيش السوري وقوات صديقة ورديفة، بهدف السيطرة على تلك المنطقة وربطها بقاعدة التنف، وخلق جَيب كانتوني يمتد من الحدود الأردنية حتى أقصى الشمال الشرقي، يقطع طريق «إيران – العراق – سوريا».
هذا ليس كل شيء!
بوتين حذّر قائلاً: «نحن جاهزون دائماً لأي سيناريو».. روسيا نشرت مقاطع مصورة عن أضخم مناورة مع الجيش السوري.. وقائد فيلق القدس تفقد القوات الإيرانية في سوريا.. والجيش السوري أرسل تعزيزات إلى البادية.
إذا كان هناك «معركة شاملة» على الأبواب.. فمن سيطلق الرصاصة الأولى؟ ومن يكون البادئ بقطع الطريق على الآخر؟.
وماذا لو كان كل هذا التحشيد من الجميع لرفع سقف التفاوض والحصول على تنازلات؟!.
حتى في هذه الحالة، يمكن القول إن ما يحدث هو سياسة «حافة الهاوية».
فهنيئاً لمن يثبت أقدامه فوق رمال البادية المتحركة.. والويل لمن يغرق فيها!.
شاهد أيضاً: أمريكا تعترف بأنها السبب.. الحرب الأوكرانية كان من الممكن أن لا تحدث ؟!