صراع على عرش الاقتصاد العالمي.. من يكسب بعد تنحي الدولار ؟!
ضجت العديد من البلدان من هيمنة أمريكا على النظام المالي العالمي، خاصةً قوة الدولار، والتداعيات الاقتصادية من صعوده وهبوطه.
في الأسبوع المقبل، ، سوف تستعرض دول الأسواق الناشئة شكواها بسبب تأثر اقتصاداتها بالدولار، وذلك عند اجتماع تكتل بريكس في جوهانسبرغ.
والسؤال الآن.. هل يمكن فعلاً التخلي عن الدولار كعملة عالمية؟
خاصةً أنّ الدولار يعتبر إلى حد بعيد العملة الأكثر استخداماً في الأعمال التجارية العالمية وقد تجاهل التحديات السابقة نظراً لقوته أمام العملات الأخرى.
وفي اجتماع لوزراء خارجية بريكس في حزيران الماضي، قالت ناليدي باندور وزيرة خارجية جنوب أفريقيا إن بنك التنمية الجديد في تكتل بريكس سيبحث عن بدائل “للعملات المتداولة دولياً حالياً”، وفقاً لما نقلته أسوشيتد برس.
وعلى الرغم من الحديث المتكرر عن طرح دول البريكس عملتها الخاصة بها، لم تظهر أي مقترحات ملموسة في الفترة التي تسبق القمة التي تبدأ يوم الثلاثاء.
لكن كانت هناك محاولات أخرى بشأن تنحية الدولار، حيث ناقشت الاقتصادات الناشئة توسيع التجارة بعملاتها لتقليل اعتمادها على العملة الأمريكية.
يعود تاريخ مجموعة البريكس إلى عام 2009، وفي عام 2015 أطلقت دول بريكس بنك التنمية الجديد، وهو بديل لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين تهيمن عليهما الولايات المتحدة وأوروبا.
وينتقد خبراء الاقتصاد في العالم النامي بشكل خاص استعداد أمريكا لاستخدام النفوذ العالمي للدولار لفرض عقوبات مالية على الخصوم، كما فعلت مع روسيا بعد حرب أوكرانيا العام الماضي.
تابعونا عبر فيسبوك
كما يشكون من أن التقلبات في الدولار والتي يمكن أن تزعزع استقرار اقتصاداتهم.
فارتفاع الدولار، على سبيل المثال، يمكن أن يسبب الفوضى في الخارج عن طريق جذب الاستثمار من البلدان الأخرى. كما أنه يزيد من تكلفة سداد القروض المقومة بالدولار وشراء المنتجات المستوردة، والتي غالباً ما يتم تسعيرها بالدولار.
إذ تذمر الرئيس الكيني وليام روتو هذا العام بشأن اعتماد أفريقيا على الدولار والتداعيات الاقتصادية من صعوده وهبوطه. وحث الزعماء الأفارقة على الانضمام إلى نظام دفع حديث لعموم أفريقيا يستخدم العملات المحلية، في محاولة لتشجيع المزيد من التجارة.
كما دعم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عملة مشتركة للتجارة داخل كتلة أمريكا الجنوبية ميركوسور وللتجارة بين دول البريكس.
رغم كل هذا الهجوم على العملة الأمريكية لا يزال للدولار أنصاره، ففي الأرجنتين دعا خافيير ميلي، الذي خرج من الانتخابات التمهيدية يوم الإثنين كمرشح أول للرئاسة في الانتخابات العامة في تشرين الأول، إلى الدولار ليحل محل البيزو في البلاد.
فهل تنجح دول بريكس في الاتفاق على عملة عالمية جديدة يمكنها الصمود في مواجهة الدولار؟
يشار أنّ تكتل بريكس يضم دول، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
شاهد أيضاً: خيبة مفاجئة.. عملاق التضخم يدخل الشيخوخة المبكرة ؟!