ثلاثة سيناريوهات لـ”العملية العسكرية الأمريكية” في سوريا ؟!
رغم النفي الأمريكي الأخير حول عدم نيتها شن عملية عسكرية ضد مواقع “المقاومة الشعبية” في شرقي سوريا وعلى الحدود العراقية السورية، إلّا أن هذا النفي لا يمكن الجزم فيه بشأن إدارة واشنطن لاستراتيجيتها وخططها المستقبلية في المنطقة.
وقال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بات رايدر، في 17 من آب الحالي، إن “حماية الحدود السورية- العراقية ليس من ضمن مهام القوات الأمريكية الموجودة في سوريا”.
ومن حيث الوجود الأمريكي في الشرق السوري، فإنه يهدف علناً لقتال تنظيم “الدولة”، لكنه يحمل هدفاً آخر واضحاً أيضاً، وهو “حرمان الشعب السوري وحلفاء الحكومة السورية من الاستفادة من الموارد الموجودة شرقي سوريا”.
وأضاف مراقبون أن “الأهداف الأمريكية الواضحة في سوريا، يمكن حصرها فيما سبق، لكن إذا تحدثنا عن احتمال شن عمل عسكري ضد فصائل المقاومة الشعبية بشكل رسمي من قبل القوات الأمريكية، فهذا يعني تغيير استراتيجية واشنطن بالشرق الأوسط القائمة على (محاربة الإرهاب)، وهذا حالياً غير وارد على أقل تقدير”.
وقالت مصادر ميدانية، إن “الترويج لهذه العملية العسكرية يقتصر على تأمين حاضنة شعبية محلية بالنسبة للقوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، يمكن الاعتماد عليها في حال حصلت تفاهمات أمريكية- تركية من أجل إبعاد أو إضعاف حزب (العمال الكردستاني) عن الشرق السوري”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضافت المصادر، أن “أمريكا تحاول من خلال الحاضنة الشعبية الجديدة ضمان عدم انهيار حليفتها (قسد) كقوة محلية تتبع للولايات المتحدة، وتعزيزها بقوة فصائلية عشائرية يمكن الاعتماد عليها في هذه المنطقة لتحقيق الاستراتيجية الأمريكية، أي حرمان دمشق وداعميها من الموارد شرق الفرات”.
وفي تموز 2021، قال أحد كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن “900 جندي أمريكي سيبقون في سوريا لتقديم الدعم والمشورة لـ(قسد)، في حربها ضد (تنظيم الدولة)”.
ومنذ تحديد الوجود العسكري الأمريكي في سوريا بـ900 جندي، تفاوتت وتيرة الحديث عن تعزيزات أمريكية إلى سوريا، لكن لم يصدر أي إعلان رسمي من واشنطن حول طبيعة هذا الوجود، أو زيادة في أعداد الجنود، أو تغيّر بطبيعة المهام.
وكشف خبراء ميدانيون عن ثلاثة سيناريوهات ومعوقات للعملية العسكرية الأمريكية المتوقعة باتجاه فصل الحدود العراقية- السورية.
تركز السيناريو الأول على عملية عسكرية أمريكية تشارك بها فصائل محلية، انطلاقاً من القواعد الأمريكية شرق الفرات خاصة قاعدتي “حقل العمر” و”كونيكو” وبمشاركة من “جيش سوريا الحرة” في قاعدة “التنف”، وبالتالي وصل تلك القواعد ببعضها وقطع الطريق على “المشروع الايراني العابر للحدود من العراق وصولًا إلى دمشق”، بحسب ما قاله الخبراء.
لكنه يحمل معوقات عديدة، ومشروط أيضاً بتصعيد كبير للقوات الأمريكية وبحضور كبير لها، وهو ما لا يتوفر حالياً.
أما السيناريو الثاني، فهو السيطرة على مدينة البو كمال والحدود العراقية- السورية من الداخل السوري، ويحتاج إلى مشاركة أعداد كبيرة من القوات والأفراد من جهة سوريا، وإلى تنسيق مع الحكومة العراقية.
بينما يواجه هذا المشروع معوقات أخرى، أبرزها عدم ضمان قبول “قسد” الانخراط في هذا النوع من العمليات “ضد الجيش السوري”.
ويتضمن السيناريو الثالث عملية عسكرية على القرى السبع التي يسيطر عليها الجيش السوري شرق الفرات، وهي: الحسينية، الصالحية، حطلة، مراط، مظلوم، خشام، طابية جزيرة.
ويعتبر هذا السيناريو الأكثر ترجيحاً لعدة أسباب، أهمها أنه ليس مكلفاً على الصعيد البشري واللوجستي بالنسبة لواشنطن.
جميع السيناريوهات السابقة تحمل معها عوائق جمّة، بحسب الخبراء، لكن جزئية أن “قسد” أعلنت عدم مشاركتها بأي معركة ضد الجيش السوري، يمكن النظر إليها على أنها عائق كبير باعتبارها الحليف الأول لواشنطن في سوريا.
شاهد أيضاً : العودة إلى النقطة الأولى.. ما أسباب العرقلة في ملف التطبيع بين دمشق وأنقرة ؟!