روسيا وأوكرانيا.. “حرب استنزاف” لا تبحث عن جولة فاصلة ؟!
في حرب أسبه بمباراة كرة قدم محتدمة، لا أحد يريد الخسارة ولا أحد قادر على تسجيل هدف حاسم في الفريق الخصم، تمضي الحرب بين مدافع ومهاجم، مع استمرار أوكرانيا بالمزيد من طلبات الدعم العسكري من حلفائها في واشنطن وأوروبا.
ولا تنفك أوكرانيا عن طرق كل الأبواب؛ تطلب السلاح وتضغط بالهجوم المضاد وتثير الأجواء بالمسيرات، لكن الوضع أقرب للجمود، وهجومها يواجه صعوبات جمة.
وفي مسعى لتأمين السلاح، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، جولة في شمال أوروبا شملت الدنمارك وهولندا حيث أشاد بقرار “تاريخي” اتّخذه البلدان بتزويد بلاده مقاتلات إف-16 الأمريكية، واستمتع بالتقاط الصور في قمرة قيادة هذه المقاتلات.
وكتب زيلينسكي على منصّة “إكس”، “سيتلقّى مُقاتلونا 42 طائرة مقاتلة” من هولندا، شاكراً رئيس الوزراء مارك روته.
وستُضاف هذه الطائرات الـ42، إلى 19 طائرة تعهّدت الدنمارك توفيرها لكييف.
تابعونا عبر فيسبوك
وأعطت الولايات المتحدة، الجمعة الماضي، موافقتها على تسليم هولندا والدنمارك مقاتلات إف-16 أمريكيّة لكييف بمجرّد انتهاء تدريب طيّارين أوكرانيّين.
وبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين الذي يتولاه تحالف من 11 دولة غربية، وسط آمال في أن يكون الطيّارون جاهزين بحلول مطلع 2024. لكن الأمر يمر بعقبات لوجستية منها ضرورة تعلم الطيارين اللغة الإنجليزية أولاً.
وترى أوكرانيا أن هذه المقاتلات يمكن أن “تحدث فرقاً في المعارك في وقت قريب، وتدفع دفة محاولاتها استرداد 20% من أراضيها الخاضعة لسيطرة الروس في الوقت الحالي”.
لكن تفاؤل أوكرانيا المعلن بمقاتلات إف 16، لا يعكس الوضع المعقد على الجبهات، ونقص المعدات، إذ قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن “الهجوم المضاد يظهر علامات على التوقف”، لافتة إلى أن القوات الروسية تتقدم في الشمال، فيما تتأخر خطة تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات إف-16 .
ووفق الصحيفة، يؤجج عجز أوكرانيا عن إظهار نجاح حاسم في ساحة المعركة المخاوف من أن الصراع أصبح مأزقاً وأن الدعم الدولي قد يتآكل.
فيما توقع تقرير استخباراتي أمريكي جديد أن يفشل الهجوم المضاد في الوصول إلى مدينة ميليتوبول الرئيسية في جنوب شرقي أوكرانيا، هذا العام.
ونقلت “واشنطن بوست” عن محللين قولهم إن روسيا وأوكرانيا تحاولان استنزاف بعضهما البعض أكثر من محاولة تحقيق اختراقات كبيرة في الجبهة. كما أن نافذة الوقت المتاحة لكييف للقيام بعمليات هجومية هي محدودة.
وفي الأشهر الماضية، لم تحرز القوات الأوكرانية تقدما يذكر بعد استعادة مدينة خيرسون الجنوبية في أوائل تشرين الثاني الماضي، مع حلول الطقس القارس.
وفيما تقوم أوكرانيا بزيادة وتيرة ضربات طائراتها بدون طيار للأهداف الروسية، قال المحللون للصحيفة إنها “من غير المرجح أن تقلب ميزان الحرب لصالح كييف”.
وفي أحدث حلقات هذه الضربات، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الإثنين، عن “إحباط هجوم باستخدام طائرة مسيرة في ضواحي موسكو، متهمة كييف بالوقوف وراءه”.
وأضافت الدفاع الروسية أن “نظم الدفاع الجوي رصدت الطائرة المسيرة الأوكرانية فوق منطقة موسكو، وتم اعتراضها باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية”.
وبجانب التصدي للطائرات المسيرة، تبدي القوات الروسية مقاومة شرسة على جبهات القتال المختلفة في أوكرانيا، بل وتحقق تقدماً هجومياً، وفق واشنطن بوست.
ووفق تقارير غربية، تعاني أوكرانيا من نقص المعدات على الجبهات المختلفة، وتحتاج إلى أسلحة أكثر حداثةً وفتكاً لاختراق الدفاعات الروسية القوية، لذلك تعول على مقاتلات إف 16 الأمريكية.
شاهد أيضاً : “المواجهة تتجدد”.. حرب الاستفزازات الجوية مستمرة بين روسيا وأمريكا في سوريا ؟!