آخر الاخباررئيسيسياسة

بعد زيارة مسؤول أمريكي إلى مناطق “قسد”.. ما حقيقة ربط الجنوب السوري بـ”التنف” ؟!

قام قائد القيادة المركزية في القوات الأمريكية مايكل كوريلا، بزيارة مناطق انتشار قواته والفصائل الموالية لها في سوريا، إضافة لزيارة المخيمات التي تضم عائلات عناصر “تنظيم الدولة”، والتقى قيادة “قسد”، وفقاً لوسائل الإعلام.

واكتسبت الزيارة هذه المرّة أهمية استثنائية، كونها تزامنت مع معلومات عن عمليات تحشيد أمريكية على الحدود السورية – العراقية، والحديث عن نوايا واشنطن لقطع طريق دمشق – بغداد، من خلال ربط التنف بالبوكمال، بحسب محللين سياسيين.

ومن هنا، عمد البعض إلى الربط بين خطوة كوريلا والإعداد المفترض لمعركة في الشرق السوري، فيما عزّز تلك التخمينات حديث الأمين العام لـ”عصائب أهل الحق” العراقية، قيس الخزعلي، عن أن “هدف القوات الأمريكية من التحرّكات الأخيرة في العراق، هو إقامة إقليم على الحدود مع سوريا”، وأن “هناك تفاصيل كاملة عن استبدال القوات الموجودة بأخرى قتالية لا تقلّ عن 2500 فرد، مع عدد إضافي بحدود 1500 للذهاب من قاعدة الحرير إلى سوريا”.

بالمقابل لم يأت البيان الرسمي لزيارة كوريلا على ذكر أيّ تحرّكات أمريكية جديدة على الأرض، مبيناً أن المسؤول الأمريكي “زار مخيّمَي الهول وروج شمال شرق سوريا، والتقى قوات قسد”، فيما تضمّنت “زيارته كذلك لقاءات مع مديري المخيمات وقاطنيها”.

تابعونا عبر فيسبوك

وأضاف البيان أن كوريلا التقى أيضاً بقوات “قسد”، و”ناقش الحملة المستمرّة لهزيمة (تنظيم الدولة)، ومواصلة جهود المساعدة الإنسانية في المنطقة”.

من جهتها، أفادت مصادر مطّلعة، بأن “قائد القيادة المركزية الأمريكية أتى إلى مناطق انتشار قسد، يوم الإثنين، قادماً من الأردن، بعد أن التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، يوم الأحد”، مرجّحةً أن “يكون كوريلا قد تفقّد قاعدة التنف على الحدود مع الأردن، قبل توجّهه إلى مناطق انتشار قسد، في ظلّ تسريبات عن استعداد القاعدة لاستقبال دفعات من مقاتلي العشائر من مناطق انتشار القوات التركية، لتدريبهم في التنف ونشرهم في منطقة الـ55 كم”.

واعتبرت المصادر “زيارة كوريلا لمناطق سيطرة قسد اعتيادية، وغير مرتبطة بالتحرّكات الأخيرة للجيش الأمريكي على الحدود بين سوريا والعراق”، مضيفةً أن “المعطيات تشير إلى أنه لم يجرِ التطرّق إلى أيّ مواضيع أخرى، غير تلك المعلنة”.

مع ذلك، تؤكد مصادر ميدانية، على “وجود معطيات ميدانية أوّلية عن مخطّط أمريكي – إسرائيلي مشترك، لتحقيق هدفَين رئيسيَن، هما: قطع المعابر بين سوريا والعراق؛ وإنشاء حزام أمني يضمّ درعا والسويداء على طريق تشكيل منطقة عازلة جنوباً”.

وأشارت المصادر، إلى إمكانية “استغلال الحراك الشعبي الحاصل في السويداء لتمرير هذا المخطّط”.

وأعرب الصحافي والكاتب السوري كيفورك ألماسيان، في حديث إلى إلى صحف عربية، عن اعتقاده بأن “هنالك مشروعاً أمريكياً إسرائيلياً لإغلاق الحدود بين سوريا والعراق عبر معبرَي التنف والقائم، وإخراج الدولة نهائياً من السويداء ودرعا”، مبيناً أن “الهدف من ذلك هو عزل سوريا نهائياً عن العراق وبالتالي إيران، مع إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين الجولان السوري المحتل والعاصمة دمشق”.

اللافت أن وسائل إعلام تركية أعادت، في الأيام الماضية، نشر معلومات في الاتّجاه نفسه، متحدّثةً عن “وجود مخطّط أمريكي لإنشاء جبهة على الحدود الجنوبية السورية، تضمّ القنيطرة والسويداء ودرعا، وتكون موالية للأمريكيين المتمركزين في قاعدة التنف”.

وأشارت وسائل الإعلام تلك إلى أن “قوات التحالف تعتزم إرسال أسلحة ثقيلة وذخائر ومقاتلين إلى درعا والسويداء والقنيطرة، كما ستقوم باستخدام التنف على الحدود مع الأردن، كقاعدة لها لإنشاء جيش جديد قوامه 30 ألف رجل لفتح جبهة الجنوب”، مضيفةً أنه “من المفترض أن يشارك أبناء السويداء بشكل نشط في هذا الجيش لأوّل مرّة”.

وكانت أثارت زيارة المسؤول العسكري الأمريكي لمناطق “قسد”، حفيظة أنقرة، التي سارعت إلى الردّ عليها برسائل ميدانية، من خلال استهداف طائرة مسيّرة تركية سيارة تقلّ فريقاً إعلامياً كان يرافق رتلاً لـ”التحالف الدولي” على طريق القامشلي – عامودا عند قرية تل شعير، ما أدّى إلى مقتل سائق السيارة وإصابة صحافية بجروح، من دون إلحاق أيّ أضرار بآليات “التحالف”.

شاهد أيضاً : “خفض التصعيد” تحت التهديد في إدلب ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى