المعارك تتوسع في دير الزور.. هل تحفر “قسد” قبرها بأيديها ؟!
يستمر التوتر الأمني في أرياف دير الزور الشمالية والشرقية، على وقع الاشتباكات التي اندلعت بين “قسد” و”مجلس دير الزور العسكري” منذ 3 أيام، بعد اعتقال “قسد” لقائد المجلس أحمد الخبيل “أبو خولة”.
واشتبك الطرفان بمناطق جغرافية متفرقة لكن المواجهات تركزت بشكل أساسي في بلدة الجيعة غربي دير الزور، وقرية العزبة شماليها، ومدينة البصيرة شرقي المحافظة.
واعتقلت “قسد” قائد “مجلس دير الزور العسكري”، أحمد الخبيل “أبو خولة”، بعد خلاف بين الجانبين دام أكثر من شهرين، بينما بقي قادة الصف الأول في “المجلس” محاصرين بمدينة الحسكة رافضين تسليم أنفسهم.
ونشر أدهم الخبيل شقيق قائد “المجلس”، تسجيلاً مصوراً تداوله ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد 27 من آب، هدد خلاله من أسماهم “الدواعش الصفر” بالتصعيد في حال لم يُحل الموقف.
وخلال المواجهات شهدت المنطقة دخول تعزيزات عسكرية لـ”قسد” متضمنة دبابات ومدافع ثقيلة من عيار “57 مم” وضعتها بمنطقة المعامل شمال شرقي دير الزور بحسب ما قاله مصدر ميداني في قرية بدير الزور تعد إحدى نقاط الاشتباك بين الجهتين.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضاف المصدر، أن قيادات “قسد” منحت الإجازات للعناصر الذين ينحدرون من عشيرة “البكير”، التي ينحدر منها قائد “مجلس دير الزور” أحمد الخبيل ، خوفاً من انحيازهم إلى صف “المجلس” خلال الاشتباكات المستمرة.
وأفادت المصادر المحلية في دير الزور أن مقاتلي “المجلس العسكري” سيطروا مساء أمس الاثنين، على حاجز “الصنور” في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، بعد معارك مع “قسد”.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بياناً مصوراً من وجهاء عشيرة “العكيدات”، طالبوا فيه بالإفراج عن قادة “مجلس دير الزور العسكري” المعتقلين لدى “قسد” خلال مهلة 12 ساعة، مهددين باستهداف جميع عناصرها وأماكن تمركزها، وإعلان النفير العام ضدها، فيما أشار الناشطون إلى أن ما أشيع حول الإفراج عن القادة المحتجزين في الحسكة “عار عن الصحة”.
وأشارت مصادر محلية إلى انقطاع كامل لمادة المازوت في ريف دير الزور الذي تنتشر فيه “قسد”، وبحسب ادعاءات أحد موظفي لجنة سادكوب التابعة لـ”مجلس دير الزور المدني” فإن “الإدارة العامة للمحروقات” التابعة لـ”قسد” رفضت إرسال أي صهريج يحمل مادة المازوت أو البنزين إلى دير الزور، بحجة سوء الأوضاع الأمنية والعسكرية.
يشار أن أفران ريف دير الزور الشرقي متوقفة عن العمل بسبب عدم وجود مادة المازوت والطحين، كما توقفت معامل الثلج عن الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار نقل مياه الشرب وانقطاع مادة المازوت المشغلة للمولدات.
ويرى محللون أن المنطقة أمام عدة سيناريوهات تلوح في الأفق، أبرزها هي أن تبقى أرياف دير الزور منطقة مضطربة، خصوصاً أن “المقاومة الشعبية” التي تتوزع على غرب الفرات جاهزة لملء أي فراغ قد يحدث في دير الزور.
لكن هذا السيناريو قد لا يحدث إذا جرت مفاوضات حقيقية بين العشائر ذات الاعتبار بالمنطقة وعلى رأسها “العكيدات” و”قسد”، لإيجاد حل للأزمة الحالية بقضي بعدم حل “مجلس دير الزور العسكري”.
ويقتضي السيناريو الثاني بإعادة هيكلة “المجلس” وتسليمه لشخصية قيادية مقبولة من “قسد” والمجتمع المحلي، وهو ما يمكن أن يعيد الاستقرار للمنطقة، بحسب المحللون.
وتعتبر محاولات “قسد” المستمرة لإخضاع المنطقة لإدارتها بشكل كامل كما حدث مع الرقة والحسكة، يحول دون الوصول إلى استقرار فيها، بحسب ما قاله المحللين.
شاهد أيضاً : أمريكا تعلن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا