آخر الاخباررأس مالرئيسيسياسة

بريكس.. تطلق رصاصة الرحمة على قطب أمريكا

كل شيء تراه في العالم سيتم تغييره، “الأسواق العالمية”، “التبادلات التجارية”، “العلاقات السياسية”، “التحالفات العسكرية”، “المشاريع التكنولوجية”، وحتى الصراع في الفضاء الخارجي.

بعد اليوم ..أمريكا لن تعود القطب الواحد.. والدولار لن يبقى العملة المهيمنة على الاقتصاد العالمي، قالها ترامب قبل أيام: الدولار فقد هيمنته والولايات المتحدة تتجه نحو السقوط في الهاوية، والضربة القاضية من جنوب أفريقيا.

خمسة زعماء.. اجتماع واحد.. هدف واحد.. إعادة تشكيل النظام العالمي.. السياسي والاقتصادي.

أنظار العالم اتجهت إلى اجتماع دول “بريكس” في جنوب أفريقيا والذي استمر على مدى يومين.

المجموعة التي تضم أكبر اقتصادات العالم تنوي إقامة تحالف عالمي ينافس النظام الذي صنعه الغرب عقب الحرب العالمية الثانية والذي جعل أمريكا والدولار يتحكمان بالنظام والاقتصاد العالمي.

اجتماع “بريكس” الجديد قلب الموازين العالمية إذا نجح في تنفيذ خطته والوصول إلى أهدافه وتحويل أفكاره إلى حقيقة على أرض الواقع.

لكن قبل الحديث عن قمة جنوب أفريقيا علينا أن نعرف كيف وصلت أمريكا إلى عرش الاقتصاد العالمي ؟!

عام 1945 تأسسّ نظاماً عالمياً جديداً على أنقاض الحرب العالمية الثانية، الدول المنتصرة بالحرب كانت الأقوى نفوذاً، الدولار الأمريكي هو العملة الأكثر تداولًا، والولايات المتحدة كانت الأقوى عسكرياً واقتصادياً، حينها تم انشاء الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي، لكن سرعان ما أصبحت تلك المنظمات تحت سيطرة الدول المنتصرة بالحرب.

40 دولة اجتمعت في ولاية نيو هامبشاير الأمريكية واتفقت على اعتماد “الدولار الأمريكي” كعملة رئيسية للتبادل التجاري.

طباعة الدولار في ذلك التاريخ كانت مرتبطة بمعيار الذهب، مرت سنوات وأصبح الجميع يتعامل مع استبدال الدولار بالذهب.

ولكن حصلت الصدمة

عام 1971 أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون فك ارتباط الدولار بالذهب، بمعنى أن أي دولة لديها دولارات لا تستطيع الحصول على ذهب مقابلها.

وصفت هذه بأكبر عملية نصب بالتاريخ، لكن فات الأوان.. حينها أصبح الدولار عملة الاحتياط الأولى بالعالم، وجميع الدول تتبادل التجارة به، ولتزيد أمريكا سطوتها على العالم.. استخدمت سلاح “صندوق النقد الدولي” الذي اتخذ من واشنطن مقراً له.

هدف الصندوق كان منح الدول قروضاَ ضخمة، تساعدها على تمويل مشاريعها أو إعادة إعمار بنيتها التحتية، لكن جميع الدول الذي تعاملت مع الصندوق وددت نفسها لاحقاً غارقة بالديون، ولا تستطيع الخروج، وتنفذ كل ما يمليه عليها الغرب إلى أجل غير مسمى، والأمثلة كثيرة من الإكوادور إلى جاميكا وصولاً إلى مصر ولبنان.

تحالف جديد يظهر في العالم

عام 2009 اتفقت 4 دول على تأسيس تحالف اقتصادي جديد تحت اسم «بريك» وضم: الصين وروسيا والهند والبرازيل.

بعد سنة انضمت أغنى دولة أفريقية للتحالف وهي جنوب أفريقيا وأصبح اسم التحالف “بريكس”.

دول المنظمة من بين أعلى 10 دول في الدخل القومي وتمثل 42% من سكان العالم و30% من مساحة العالم كما أنها تشكّل 30% من الناتج المجلي الإجمالي.

هدف التحالف كان واضحاً ومحدداً .. مواجهة الهيمنة الأمريكية على الاقتصاد العالمي.

عام 2014 أعلنت “بريكس” تأسيس صندوق اسمه “بنك التنمية الجديد” الذي اعتبر أنه منافس لصندوق النقد الدولي.

لم تكتفِ “بريكس” بذلك، التحالف اقترح أيضاً تشكيل نظام دفع بديل لنظام سويفت العالمي، ببناء محطة فضاء دولية جديدة، واقترح تنفيذ مشروع كابل اتصالات بحري من الألياف الضوئية.

بريكس ما قبل الحرب الأوكرانية ليس كما بعدها

بعد الحرب الأوكرانية عام 2022 اتحدت دول “بريكس” أكثر حيث بدأ الحديث عن إنشاء عملة مشتركة مدعومة بالذهب، والأهم من ذلك كان الحديث عن وجود أكثر من 20 دولة تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى المنظمة من بينها السعودية والجزائر والأرجنتين وإندونيسيا التي تملك اقتصادات قوية.

كل خطوات “بريكس” توحي بأن قطار التخلي عن النظام الغربي انطلق بسرعة لذلك ستكون السنوات القادمة مهمة..

فقد نشاهد ولادة نظام عالمي جديد !

زر الذهاب إلى الأعلى