“الجمعية الشهرية”.. إحدى حلول السوريين للحصول على المال بدون فائدة !
خاص – نور ملحم
تنتظر رهام “35 عاماً ” موظفة موعد صرف راتبها الشهري لتدفع 25 ألف ليرة للجمعية التي ستقبضها نهاية العام بحسب كلامها لـ “كيو بزنس”.
تتحدث بشكل عفوي قائلة: “بعد أن يدفع جميع المشتركين المبلغ المتفق عليه سيكون المبلغ المحصل داعماً لشراء بعض حاجات المنزل بعدما أصبح الأجر يكفي مدة أسبوع نتيجة ارتفاع الأسعار”.
تعد فكرة الجمعية كما يطلق عليها بسيطة وقديمة وهي طريقة مفضلة لدى معظم السيدات بحكم عدم تراكم فوائد عليها مثل القروض وهي عبارة عن عملية آدخار تشاركي تكون عبر جمع مبلغ من المال بشكل شهري من عدة أشخاص على أن يحصل أحد المشاركين على ما تم تحصيله في الشهر وفق ترتيب متفق عليه وفق أولوية كل مشترك بالمجموعة.
تقول “باسمة شحادة”، وهي مشتركة في جمعية تضم 10 أشخاص من الجيران لـ “كيو بزنس” تبلغ قيمة المساهمة الشهرية لكل مشترك في الجمعية، 20 ألاف حيث يكون المبلغ المتحصل عليه لكل من المشتركين 200 ألف ليرة ويعد هذا المبلغ فقد قيمته بحكم الغلاء، غير أنه يمكن من خلاله سداد بعض المصاريف الطارئة أو المحددة مسبقاً.
تابعنا عبر فيسبوك
ولا تقتصر الجمعيات على الشرائح الفقيرة والمتوسطة فقط مثلما تقول باسمة فالكثير من أصحاب الدخل العالي يشتركون بمبالغ عالية تصل إلى المليون والمليونين في الشهر الواحد بحكم أن نظام الجمعية أسهل وأفضل لتحصيل مبلغ مالي كبير بسهولة ودون أعباء مادية ضمن الظروف الحالية.
عامل الخطورة في الادخار التشاركي هو الشيء المعيب الوحيد بحكم أن التعامل يعد بشكل غير رسمي ولا يوجد وثائق تثبت آلية هذه التعامل كما التعامل في البنوك بحسب ما أشار إليه الخبير الاقتصادي شادي الحسن، مؤكداً في تصريحه لـ ” كيو بزنيس ” الجمعية تعد وسيلة ادخار غير رسمية لأنها بعيدة كل البعد عن الادخار في المصارف والبنوك فهي عبارة تدوير النقود بين مجموعة من الأشخاص واستخدامها في شراء ما يحتاجون إليه من بضائع ذلك فهي لا توفر فائدة نقدية وليس لها أثر اقتصادي.
وأضاف الحسن “الكثير من الأسر باتت اليوم تبحث عن حلول تجبرهم على توفير بعض الأموال لمجابهة الطوارئ أو مواسم النفقات الإضافية، على غرار العودة المدرسية أو المونة وغيرها من المناسبات التي يرتفع فيها الإنفاق”.
شاهد أيضاً: بنسبة 73%.. اختلاف أسعار اللحوم في سوريا