آخر الاخبارسياسة

حليف جديد لروسيا من داخل الناتو !

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن “لسلوفاكيا أهمية أكبر بكثير مما تعتقد أوروبا، ففي 30 أيلول، ستخوض الدولة الأوروبية الصغيرة انتخابات برلمانية وسيكون لنتائجها تداعيات تتجاوز حدودها”.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإنه “إذا ثبت أن نتائج استطلاعات الرأي صحيحة، فإن ذلك يعني عودة روبرت فيكو، الداعم البارز لموسكو، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي سيشهد مشاكل جديدة ضمن حدوده. عندما بدأت الحرب في أوكرانيا شباط 2022، بذلت سلوفاكيا قصارى جهدها للدفاع عن كييف، لا بل كانت واحدة من أقوى الداعمين لها، وأصبحت أول دولة في حلف شمال الأطلسي تقوم بإرسال طائرات مقاتلة. إذا تم انتخاب فيكو، فالأمور ستتغير بشكل جذري”.

وتابعت الصحيفة، “تُعتبر سلوفاكيا، الدولة التي يبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة فقط، بمثابة أرض اختبار لقوة الدعاية. ففي العام الماضي، تم القبض على ملحق دفاعي سابق متلبساً وهو يعرض المال لصحفي سلوفاكي لنشر دعاية الكرملين حول الحرب في أوكرانيا.. ويقوم مركز الأبحاث “Globsec”، الذي يقيس الولاءات السياسية للدول الشيوعية السابقة ويتم تمويله جزئياً من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بنشر مؤشر الضعف السنوي”.

وتقول دومينيكا هاجدو، رئيسة مركز الديمقراطية والقدرة على الصمود، إن 50% من السلوفاكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تشكل خطراً أمنياً، وهو رقم ارتفع بشكل حاد عما كان عليه قبل بضع سنوات فقط، في حين يعتقد 40% فقط من السلوفاك أن روسيا هي المسؤولة الأولى عن حرب أوكرانيا، وهي أدنى نسبة في وسط وشرق أوروبا”.

وأضافت الصحيفة، “بعد سنوات قليلة من تفكك تشيكوسلوفاكيا عام 1993، أصبحت الدولة السلوفاكية المستقلة حديثاً تشكل مصدر قلق للغرب. وفي الوقت الذي تبنت فيه دول ما بعد الشيوعية الأخرى الديمقراطية الليبرالية بحماس، أطلقت عليها وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت وصف “الثقب الأسود” للمنطقة. وانضمت الدولة في عام 2004 إلى حلف شمال الأطلسي، وفي العام نفسه أصبحت جزءاً من الاتحاد الأوروبي. وحينها رأت المؤسستان أن سلوفاكيا أصبحت أخيراً تتمتع بهوية مستقرة ومجموعة ثابتة من التحالفات. من ثم جاء فيكو. فعندما كان رئيساً للوزراء بين عامي 2006 و2010 ثم من 2012 إلى 2018، انتقد بشدة الغرب أمام جمهوره المحلي، لكنه كان حريصاً على عدم معارضة الوضع الراهن الدولي”.

تابعونا عبر فيسبوك

وبحسب الصحيفة، “ما حدث بعد ذلك هز سلوفاكيا في جوهرها. ففي 21 شباط 2018، قُتل الصحفي الاستقصائي جان كوتشياك وخطيبته عالمة الآثار مارتينا كوسنيروفا، رمياً بالرصاص على يد قتلة متعاقدين في شقتهم خارج العاصمة. وكان كوتشياك قد كتب عدة تحقيقات استقصائية عن فساد رجال السلطة في سلوفاكيا، تحديداً عن فساد حكومة فيكو. وعلى الأثر، خرج عشرات الآلاف من السلوفاك إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم في أكبر تظاهرة منذ الثورة المخملية التي أسقطت الشيوعية عام 1989. وفي نهاية المطاف، اضطر فيكو وحكومته بالكامل إلى الاستقالة”.

وتابعت الصحيفة، “في حزيران 2019، فازت المحامية والناشطة البيئية، زوزانا تشابوتوفا، بالانتخابات الرئاسية، وبعد أشهر، تم التصويت على تشكيل حكومة جديدة. ولكن بعد أسابيع قليلة، بدأ الوباء. خلال السنوات الأربع الماضية، تم تعيين أربعة رؤساء حكومة، إلا أنهم لم يتمكنوا من مكافحة الوباء والتضخم وإيجاد حلول لأزمة الطاقة والحرب. ومنذ كانون الأول الماضي، بقيت البلاد في حالة من التدهور”.

وأضافت الصحيفة، “يتقدم حزب فيكو، Smer-SD، على الأحزاب الأخرى في استطلاعات الرأي.

ويرى نائب رئيس الحزب، لوبوش بلاها، أن صراع روسيا مع الغرب هو حرب ثقافية أكثر منه حرب عسكرية، قائلاً: “إننا نعتبرها حرباً بالوكالة للولايات المتحدة ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية”.

وأضاف: “المسألة لا تتعلق بروسيا والديمقراطية، إنما بحماية موسكو لهويتها الثقافية والوطنية ضد هذا الهوس الليبرالي في الغرب”.

وختمت الصحيفة، “الخطر موجود دائماً، لكن لا يزال هناك الكثير مما يمكن استغلاله. فكثيراً ما تنتج الحملات الانتخابية في سلوفاكيا تقلبات مثيرة في اللحظة الأخيرة، كما أن نظام التصويت المعقد سيجعل بناء التحالفات أمراً معقداً. لكن ما لا شك فيه هو أن فيكو أصبح لاعبًا رئيسيًا مرة أخرى وأن السياسة التي يتبناها عادت إلى الواجهة”.

شاهد أيضاً: أمريكا تفتح الباب على صراع كبير.. اليورانيوم يصل إلى أوكرانيا ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى