الكشف عن تفاصيل “سرّية” من لقاء غولدا مائير والملك حسين قبل حرب 1973
نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية أمس الخميس وثائق تنشر لأول مرة تتعلق بحرب أكتوبر1973، والتي تكشف تفاصيل اللقاء الذي جمع رئيسة وزراء الاحتـ.ـلال حينها غولدا مائير حينها، والعاهل الأردني الراحل الملك حسين.
وجاء الكشف عن الوثائق قبل الذكرى الخمسين للحرب التي وقعت عشية “عيد الغفران” عند اليـ.ـهود في السادس من تشرين الأول عام 1973، وذلك عندما هاجمت سوريا ومصر دولة الاحتـ.ـلال التي نجحت في التصدي للعـ.ـدوان رغم تكبدها لخسائر كبيرة.
وفي التفاصيل، فإن اللقاء حصل في الـ 15 من أيلول 1973، أي قبل أيام من اندلاع الحرب، حيث عقد في منشأة للموساد خارج “تل أبيب”، بطلب من الملك حسين الذي أرد كشف معلومات استخبارية حول نوايا سوريا لشن حـ.ـرب لاستعادة مرتفعات الجولان التي استولى عليها الاحتلال في حرب الأيام الستة عام 1967.
تابعنا عبر فيسبوك
وبحسب الصحيفة، فإن الوثائق التي تكشف تفاصيل اللقاء تمّ كتابتها عبر رئيس مكتب رئيسة وزراء الاحتـ.ـلال إيلي مزراحي في 3500 ملف، وتمّ أرشفتها في الموقع الإلكتروني لأرشيف دولة الاحتـ.ـلال.
وتظهر الوثائق أنه تم الإشارة للملك حسين بلقب “ليفت” أي “المصعد أو الرافعة” للتغطية على هويته، إذ ذكرت حرفياً “أخبرنا ليفت خلال المحادثة أنه تم إبلاغه من مصدر فائق الحساسية أن جميع الاستعدادات بخصوص عملية سورية قد اكتملت، وأن جميع الوحدات كانت في مواقعها بالفعل لمدة يومين بما في ذلك القوات الجوية والصـ.ـواريخ”.
وأضاف مزراحي أن هذه “الاستعدادات كانت تحت غطاء التدريبات، ولكن حسب المعلومات التي وصلت سابقاً من الواضح أن هذه تحضيرات لمواقع الإطلاق”.
وسألت مائير حينها ما إذا “كان من المحتمل أن يهاجم السوريون حتى من دون تعاون كامل مع المصريين.. فأجاب المصدر لا أعتقد ذلك سيتعاونون حتماً”.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن هذا هو “التحذير الثالث خلال ثلاثة أشهر الذي وجهه الأردنيون لإسرائيل قبل الحـ.ـرب، ومع ذلك فقد فشلت أيضاً في إقناع الحكومة بالاستعداد”.
المؤرخ البروفيسور أوري بار يوسف قال في كتاب بعنوان “التعافي” إن رئيس المخابرات العسـ.ـكرية، اللواء إيلي زيرا حينها “رفض تحذيرات الملك” وقال إن المعلومات “غير كافية”، كما قالت الاستخبارات العسـ.ـكرية للاحتـ.ـلال لصناع القرار إنه “لا جديد في المعلومات التي كشف عنها الملك حسين، ويمكن اعتبارها بمثابة إنذار”.
وقالت الصحيفة العبرية، انه ما زالت هناك صفحات كثيرة مخفية لأسباب تتعلق بأمن وعلاقاتها الخارجية أو حماية خصوصية الفرد. بعضها ستفتح فقط بعد اربعين سنة عندما سيكون مر تسعين سنة على اندلاع الحـ.ـرب.
مثلاً، مما جاء في مذكرات مزراحي يمكن الفهم بأنه يمكن أن تكون حكومة الاحتـ.ـلال قد أرسلت للملك حسين برقيات أخرى، حتى أثناء الحـ.ـرب، لكن المعلومات عن ذلك ما زالت مخفية.
وتضيف، وممن وثائق اخرى في المجموعة يمكن أن نعرف بأنه الى جانب لقب “ليفت” الذي استخدمته الوثائق لوصف الملك حسين في الوثائق السرية، فقد تمّ إلصاق بملك الاردن لقب آخر وهو “ينوكا” (طفل بالعبرية)، وذلك بسبب حقيقة أنه تم تتويجه قبل إكماله للـ 17 سنة من عمره.
هذا اللقب ظهر في وثيقة أرسلها المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، مردخاي غازيت إلى سفير الاحتـ.ـلال في واشنطن سمحا دنيس في حزيران 1973، قبل بضعة أشهر على اندلاع الحـ.ـرب.
“فيما يتعلق بـينوكا”، بدأت البرقية، جاء بأن الملك حسين عبر عن تخوفه من دخول جيوش عربية أخرى الى أراضي المملكة، هذه الوثيقة تضاف إلى معلومات أخرى نقلها الحسين في لقاءات سابقة أجراها مع غولدا مئير، التي تحدث فيها عن الضغوط التي تستخدم عليه من أجل المشاركة في الحرب ضد دولة الاحتـ.ـلال “إسـ.ـرائيل”.
هذه المجموعة تضاف إلى مجموعتين أخريين في الأرشيف تمّ نشرهما في الشبكة مؤخراً. الأولى لأرشيف جيش الاحتـ.ـلال الإسـ.ـرائيلي والثانية لجمعية مركز حـ.ـرب أكتوبر.
شاهد أيضاً: الاستخبارات الأمريكية تكشف الوضع الميداني في أوكرانيا