الخلافات تعصف بـ”الائتلاف”.. اتهامات بتدخل تركي لفرض رئيس جديد !
ارتفعت وتيرة الخلافات داخل “الائتلاف السوري” على خلفية انتخابات مقررة اليوم الثلاثاء، لاختيار رئيس جديد للائتلاف ونائبيه، في ظل حديث عن تدخّل تركي لفرض شخصيات معيّنة في هذه المناصب، وهو ما يُبرز مجدداً حالة الضعف وعدم الفاعلية السياسية لهذا الائتلاف الذي يُنظر إليه على أنه العنوان الأهم للمعارضة السورية.
ومن المقرر أن تنتخب الهيئة العامة في الائتلاف، ومقره مدينة إسطنبول التركية، اليوم الثلاثاء، رئيساً جديداً ونائبين له وأميناً عاماً، وهيئة سياسية، وسط حملة انتقادات للآليات المتّبعة في الائتلاف لاختيار قيادته.
ومن بين المنتقدين شخصيات شغلت في السابق مناصب قيادية في الائتلاف، وفي مقدمتهم الرئيس السابق للائتلاف نصر الحريري، الذي انتقد في منشور له ما قال إنه تدخّل تركي في سير عمل الائتلاف لفرض هادي البحرة، الرئيس المشترك للجنة الدستورية، رئيساً جديداً للائتلاف، ما يعني أن الانتخابات التي ستجرى “صورية”، وفق قوله.
وكانت معلومات جرى تداولها، وأكدها مصدر متابع، قد ذكرت أن الخارجية التركية استدعت الأسبوع الماضي أعضاء فاعلين في الائتلاف إلى أنقرة وطلبت منهم اختيار هادي البحرة رئيساً لهذا الائتلاف، وهو ما دفع الحريري إلى انتقاد “تعامل أشقائنا وأصدقائنا وحلفائنا (الأتراك) مع مؤسسات المعارضة السورية”.
وقال الحريري “نحن لا نطالب إلا بحقنا في أن تكون لدينا انتخابات ديمقراطية بلجنة انتخابية وخطوات وبرامج انتخابية ومرشحين وتنافس وحضور لنقابات ومنظمات مدنية ووسائل إعلام وحتى دول، شأننا في ذلك شأن كل الدول”.
وألقى الحريري اللوم على “المؤسسات التي فتحت هذا الحيز الكبير للتدخل في شؤوننا الذاتية الداخلية”، محمّلاً ما سماها “المجموعة المهيمنة على الائتلاف”، والتي “استأثرت بقنوات التواصل مع الخارج”، المسؤولية الكاملة عما آلت إليه الأوضاع في هذه المؤسسة التي يُنظر إليها على أنها العنوان السياسي الأبرز للمعارضة السورية.
تابعنا عبر فيسبوك
واتهم هذه المجموعة بـ”محاولة تمرير غير شرعي كما جرى في انقلابات سابقة على النظام الأساسي وعضوية الائتلاف، على النظام الأساسي وعضوية الائتلاف”، مشيراً إلى أن الائتلاف “يعيش أصلاً حالة ضعف وعدم فاعلية”.
ولفت إلى أن البحرة “مكلف بمهام متشعبة بين السياسي والتفاوضي والإداري”، معرباً عن اعتقاده بأن فرصة البحرة في النجاح في أي انتخابات “بدون تدخل وضغط خارجي هي أقرب للعدم”.
وهذه هي المرة الأولى التي ترفع فيها شخصية سورية معارضة سبق لها اعتلاء مناصب في مؤسسات المعارضة المرتبطة بالجانب التركي، سقف الانتقاد لطريقة تعامل أنقرة مع الملف السوري.
ووصف مصدر مطلع في الائتلاف الوطني، في حديث مع “العربي الجديد”، الأجواء السياسية قبيل عقد اجتماع الهيئة العامة بـ”السلبية والمضطربة”، مضيفاً: “هناك خلافات واصطفافات داخل الكتل المكونة للائتلاف”. ودحض المصدر ما سماها بـ”ادعاءات التدخّل التركي”، قائلاً إن “باب الترشح مفتوح لكل من يحق له من أعضاء الائتلاف لكل المناصب بما فيها منصب الرئيس”، مؤكداً أنه “ليست هناك إملاءات من قبل أنقرة لفرض هادي البحرة أو غيره”.
وتابع أن “بعض الشخصيات التي كانت في السابق مقربة من تركيا وتلتزم بكل ما يصدر منها، يبدو أن هناك جهات طلبت منها تغيير مسارها، ومن بينهم نصر الحريري”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “هؤلاء يستخدمون الإعلام بطريقة استفزازية”، مشيراً إلى أن الأمين العام الحالي هيثم رحمة “يحاول عرقلة عقد اجتماع الثلاثاء بحجج واهية منها عدم الاستعداد”.
وكان الائتلاف قد أُسس في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 في العاصمة القطرية الدوحة، ولكنه مع مرور السنوات فَقَد الكثير من بريقه السياسي.
شاهد أيضاً: طهران وواشنطن تقتربان من “عقد صفقة”